( و حروف القسم ) المشهورة : ( باء ) موحدة ( وواو وتاء ) فوقية ( كبالله ووالله وتالله ) فهي صريحة فيه جر أو نصب أو رفع أو سكن ؛ لأن اللحن لا يمنع الانعقاد ، وزيد رابع وهو : الله أي : بناء على أن الألف هي الجارة . أما على الأصح أن الجار المحذوف ، وتلك عوض عنه فلا زيادة وبدأ بالباء ؛ لأنها الأصل في القسم لغة والأعم لدخولها على المظهر والمضمر ثم بالواو لقربها منها مخرجا بل قيل إنها مبدلة منها ؛ ولأنها أعم من التاء ؛ لأنها وإن اختصت بالمظهر تعم الجلالة وغيرها ؛ ولأنه قيل إن التاء بدل منها ( وتختص التاء ) الفوقية ( بالله ) أي بلفظ الجلالة وشذ ترب الكعبة وتالرحمن ، ويظهر أنها لا تنعقد بهما إلا بنية فمن أطلق الانعقاد [ ص: 10 ] بهما وجعله واردا على كلامهم فقد أبعد ، ويكفي في احتياجه للنية شذوذه ، ومثلهما بالله بالتحتية وفالله بالفاء وآلله بالاستفهام
قيل : صوابه ويختص الله بالتاء ؛ لأن الباء مع فعل الاختصاص إنما تدخل على المقصور فيقتضي أن الجلالة لا تدخل عليها الواو والباء وهو مناقض لما قدمه ا هـ . وليس في محله لما مر أنها تدخل على المقصور عليه أيضا بل هو الأصل السالم من المجاز أو التضمين كما مر .
حاشية ابن قاسم
( قوله : المشهورة ) إلى قوله : بل هو الأصل في النهاية إلا قوله : وزيد إلى وبدأ ( قوله : المشهورة ) وغير المشهورة كالألف الممدودة وهاء التنبيه ا هـ شوبري . ( قوله : موحدة ) إلى قوله : ويظهر في المغني إلا قوله : أي : إلى وبدأ . ( قول المتن كبالله و والله إلخ ) ولو قال له القاضي : قل والله فقال : تالله بالمثناة أو الرحمن لم يحسب يمينا لمخالفته التحليف ، وقضية التعليل أنه لا يحسب يمينا لو قال : له قل تالله بالمثناة فقال : بالله بالموحدة أو قل بالله فقال : والله وهو الظاهر ا هـ . مغني وفي سم بعد ذكر مثله عن بعضهم ما نصه وفيه نظر ، بل الوجه انعقادها ، وإن قلنا بنكوله فليراجع ا هـ . ( قوله : فيه ) أي : القسم ( قوله : جر إلخ ) أي : لفظ الجلالة . ( قوله وزيد إلخ ) عبارة المغني وزاد المحاملي nindex.php?page=showalam&ids=11976والشيخ أبو حامد على الثلاثة الألف بدل الهمزة وسيأتي أنه كناية ا هـ .
( قوله : وهو الله ) كان في أصله ألف قبل الجلالة فكشطت فليتأمل ، فإن الظاهر أنه غير سديد ، ثم رأيتالراعي شارح الألفية نقل عن بعض مشايخه : أن حروف الجر خمسة أقسام : قسم على حرف كالباء واللام ، وقسم على أقل من حرف واحد وذلك قطع همزة الوصل في القسم باللفظة المعظمة نحو : قالت : ألله لأفعلن . كان ألف وصل ، فلما أقسم به قطع وصار يثبت وصلا بعدما كان لا يثبت وصلا فزادت فيه صفة وهي أقل من حرف ا هـ سيد عمر . ( قوله : المحذوف ) الأولى للتنكير . ( قوله : إنها مبدلة منها ) أي كما في تراث فإن أصله وارث ا هـ بجيرمي .
( قول المتن وتختص التاء بالله ) ؛ لأن الباء لما كانت الأصل في القسم والواو بدل منها والتاء بدل من الواو ضاق تصرفها عن البدل والمبدل منه فلم يدخل على شيء مما يدخلان عليه سوى اسم الله ، قال تعالى : { تالله تفتؤ تذكر يوسف } قال ابن الخشاب إن التاء إن ضاق تصرفها ولم تدخل إلا على اسم واحد فقد بورك لها في اختصاصها بأشرف الأسماء وأجلها ا هـ مغني . ( قوله : وتالرحمن ) وتحياة الله ا هـ نهاية . ( قوله : إلا بنية إلخ ) وفاقا للنهاية وخلافا للمغني عبارته فلا تدخل على غير لفظ الله أي : لغة ولا يقال تربك وقال ابن مالك : حكى الأخفش ترب الكعبة وهو شاذ ، وأما من جهة الشرع فإنه لو قال : تالرحمن أو الرحيم انعقدت يمينه كما قاله البلقيني وغايته أنه استعمل شاذا فإن أراد غير اليمين قبل منه ، وكذا لو قال : بالله بالموحدة أو والله لأفعلن كذا ونوى غير اليمين كوثقت بالله أو اعتصمت أو والله المستعان لم يكن يمينا ا هـ . وهي صريحة في أن الإطلاق كالنية وفي أنه لا فرق بين المسموع شذوذا وغيره في الانعقاد ( قوله : بهما ) أي : ترب الكعبة وتالرحمن أي : وبنحوهما ، وإن لم يسمع كما مر آنفا عن المغني . ( قوله : [ ص: 10 ] وجعله ) أي : الانعقاد ، وكذا ضمير في احتياجه ( قوله : شذوذه ) المناسب التثنية . ( قوله : ومثلهما ) إلى قوله : انتهى . في المغني إلا قوله : والله إلى صوابه وإلا أنه أبدل صوابه بوكان الأولى . ( قوله : يالله بالتحتية ) وجه كونه يمينا بحذف المنادى وكأنه قال : يا قوم أو يا رجل ثم استأنف اليمين أسنى ومغني . ( قوله : وآلله بالاستفهام ) يغني عنه قول المصنف الآتي ثم رأيت ما يأتي عن الرشيدي فلا إغناء . ( قوله فيقتضي ) أي : تعبير المصنف