ولما كان ذكر الله مطردة للشيطان عن القلب كان فيه تذكار للناسي ، كما قال تعالى : واذكر ربك إذا نسيت [ الكهف : 24 ] . وقال فتى موسى : وما أنسانيه إلا الشيطان أن أذكره [ الكهف : 63 ] . وقال تعالى : فأنساه الشيطان ذكر ربه [ يوسف : 42 ] . يعني الساقي لما قال له يوسف : اذكرني عند ربك . نسي الساقي أن يذكره لربه يعني مولاه الملك . وكان هذا النسيان من الشيطان ، فلبث يوسف في السجن بضع سنين ، ولهذا قال بعده : وقال الذي نجا منهما وادكر بعد أمة [ يوسف : 45 ] . أي : تذكر قول يوسف له : اذكرني عند ربك . بعد مدة وقرئ : " بعد أمه " أي نسيان ، وهذا الذي قلنا من أن الناسي هو الساقي هو الصواب من القولين ،