وأنزل الله -عز وجل- ياقوتة من ياقوت الجنة ، فجعلها في موضع الكعبة وأوحى إلى آدم : إن لي حرما حيال عرشي فانطلق ، وابن لي بيتا فيه ، ثم حف به كما رأيت ملائكتي يحفون بعرشي ، فهنالك أستجيب لك ، ولولدك من كان منهم في طاعتي . فقال آدم يا رب ، وكيف لي بذلك ! لست أقوى عليه ولا أهتدي إليه . فقيض الله ملكا فانطلق به نحو مكة ، وكان آدم إذا مر بروضة قال للملك : انزل بنا ههنا . فيقول الملك : مكانك ، حتى قدم مكة ، فكان كل مكان نزله آدم عمرانا ، وما عداه مفاوز . فبنى البيت من خمسة أجبل : من طور سينا ، وطور زيتون ، ولبنان ، والجودي ، وبنى قواعده من حراء ، فلما فرغ من بنائه خرج به الملك إلى عرفات ، فأراه المناسك التي يفعلها الناس اليوم ، ثم قدم به مكة فطاف بالبيت أسبوعا ، ثم رجع إلى الهند فمات على نوذ . وقيل : حج آدم من الهند أربعين حجة ماشيا . وقيل: إن آدم التقى بحواء على عرفات فتفارقا ثم رجع بها إلى الهند فاتخذا مغارة يأويان إليها .