وقد أنكرت طائفة من جهلة الفرس وأهل الهند ، وقوع الطوفان ، واعترف به آخرون منهم . وقالوا : إنما كان بأرض بابل ، ولم يصل إلينا . قالوا : ولم نزل نتوارث الملك كابرا عن كابر من لدن كيومرث يعنون آدم إلى زماننا هذا . قالوا : ولو كان كذلك لكان نسب القوم قد انقطع وملكهم قد اضمحل ، وكان بعضهم يقر بالطوفان ويزعم أنه كان في إقليم بابل وما قرب منه ، وأن مساكن ولد جيومرث كانت بالمشرق فلم يصل ذلك إليهم ، وقول الله تعالى أصدق في أن ذرية نوح هم الباقون فلم يعقب أحد ممن كان معه في السفينة غير ولده سام ، وحام ، ويافث وهذا قاله من قاله من زنادقة المجوس عباد النيران ، وأتباع الشيطان . وهذه سفسطة منهم ، وكفر فظيع ، وجهل بليغ ، ومكابرة للمحسوسات ، وتكذيب لرب الأرض والسماوات . وقد أجمع أهل الأديان الناقلون عن رسل الرحمن مع ما تواتر عند الناس في سائر الأزمان على وقوع الطوفان ، وأنه عم جميع البلاد ، ولم يبق الله أحدا من كفرة العباد ; استجابة لدعوة نبيه المؤيد المعصوم ، وتنفيذا لما سبق في القدر المحتوم .

التالي السابق


الخدمات العلمية