أما عاد فهو عاد بن عوض بن إرم بن سام بن نوح ، وهو عاد الأولى وكانوا جبارين طوال القامة لم يكن مثلهم وكانوا عربا يسكنون الأحقاف ، وهي جبال الرمل ، وكانت باليمن من عمان وحضرموت بأرض مطلة على البحر يقال لها : الشحر ، واسم واديهم مغيث ، وكانوا كثيرا ما يسكنون الخيام ذوات الأعمدة الضخام ، كما قال تعالى : ألم تر كيف فعل ربك بعاد إرم ذات العماد [ الفجر : 6 ، 7 ] . أي عاد إرم . وهم عاد الأولى ، وأما عاد الثانية فمتأخرة . وأما عاد الأولى فهم عاد إرم ذات العماد التي لم يخلق مثلها في البلاد [ الفجر : 7 8 ] . أي ; مثل القبيلة . وقيل : مثل العمد . والصحيح الأول .

ومن زعم أن إرم مدينة تدور في الأرض ، فتارة في الشام ، وتارة في اليمن ، وتارة في الحجاز ، وتارة في غيرها ، فقد أبعد النجعة . وقال ما لا دليل عليه ، ولا برهان يعول عليه ، ولا مستند يركن إليه ، وفي صحيح ابن حبان ، عن أبي ذر في حديثه الطويل في ذكر الأنبياء والمرسلين قال فيه : . منهم أربعة من العرب ; هود ، وصالح ، وشعيب ، ونبيك يا أبا ذر . ويقال : إن هودا عليه السلام أول من تكلم بالعربية . وزعم وهب بن منبه أن أباه أول من تكلم بها . وقال غيره أول من تكلم بها نوح . وقيل آدم وهو الأشبه . وقيل : غير ذلك ، والله أعلم .

العرب العاربة ويقال للعرب الذين كانوا قبل إسماعيل عليه السلام : العرب العاربة . وهم قبائل كثيرة منهم ; عاد ، وثمود ، وجرهم ، وطسم ، وجديس ، وأميم ، ومدين ، وعملاق ، وعبيل ، وجاسم ، وقحطان ، وبنو يقطن ، وغيرهم . وأما العرب المستعربة فهم من ولد إسماعيل بن إبراهيم الخليل ، وكان إسماعيل بن إبراهيم عليهما السلام أول من تكلم بالعربية الفصيحة البليغة ، وكان قد أخذ كلام العرب من جرهم الذين نزلوا عند أمه هاجر بالحرم ، ولكن أنطقه الله بها في غاية الفصاحة والبيان ، وكذلك كان يتلفظ بها رسول الله صلى الله عليه وسلم .

التالي السابق


الخدمات العلمية