أما أهل التوراة فإنهم يزعمون أنه لا ذكر لعاد ، وهود ، وثمود ، وصالح في التوراة ، قال : وأمرهم عند العرب في الجاهلية والإسلام كشهرة إبراهيم الخليل - عليه السلام - .
قلت : وليس إنكارهم ذلك بأعجب من إنكارهم نبوة إبراهيم الخليل ورسالته ، وكذلك إنكارهم حال المسيح - عليه السلام - . ولكن في القرآن ما يدل على أن موسى أخبر عنهما ، كما قال تعالى في سورة إبراهيم :
وقال موسى إن تكفروا أنتم ومن في الأرض جميعا فإن الله لغني حميد ألم يأتكم نبأ الذين من قبلكم قوم نوح وعاد وثمود والذين من بعدهم لا يعلمهم إلا الله جاءتهم رسلهم بالبينات [ إبراهيم : 8 - 9 ] . الآية الظاهر أن هذا من تمام كلام موسى مع قومه ، ولكن لما كان هاتان الأمتان من العرب لم يضبطوا خبرهما جيدا ، ولا اعتنوا بحفظه ، وإن كان خبرهما كان مشهورا في زمان موسى عليه السلام.