أثنى الله تعالى عليه ، ووصفه بالحلم والصبر وصدق الوعد والمحافظة على الصلاة والأمر بها لأهله ليقيهم العذاب ، مع ما كان يدعو إليه من عبادة رب الأرباب قال تعالى : فبشرناه بغلام حليم فلما بلغ معه السعي قال يا بني إني أرى في المنام أني أذبحك فانظر ماذا ترى قال يا أبت افعل ما تؤمر ستجدني إن شاء الله من الصابرين [ الصافات : 101 - 102 ] . فطاوع أباه على ما إليه دعاه ووعده بأن سيصبر ، فوفى بذلك وصبر . وقال تعالى : واذكر في الكتاب إسماعيل إنه كان صادق الوعد وكان رسولا نبيا وكان يأمر أهله بالصلاة والزكاة وكان عند ربه مرضيا [ مريم : 54 - 55 ] . وقال تعالى : واذكر عبادنا إبراهيم وإسحاق ويعقوب أولي الأيدي والأبصار إنا أخلصناهم بخالصة ذكرى الدار وإنهم عندنا لمن المصطفين الأخيار واذكر إسماعيل واليسع وذا الكفل وكل من الأخيار [ ص : 45 - 48 ] . وقال تعالى : وإسماعيل وإدريس وذا الكفل كل من الصابرين وأدخلناهم في رحمتنا إنهم من الصالحين [ الأنبياء : 85 - 86 ] . وقال تعالى : إنا أوحينا إليك كما أوحينا إلى نوح والنبيين من بعده وأوحينا إلى إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط [ النساء : 163 ] . الآية . وقال تعالى : قولوا آمنا بالله وما أنزل إلينا وما أنزل إلى إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط [ البقرة : 136 ] . الآية . ونظيرتها من السورة الأخرى . وقال تعالى : أم تقولون إن إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط كانوا هودا أو نصارى قل أأنتم أعلم أم الله [ البقرة : 140 ] . الآية فذكر الله عنه كل صفة جميلة ، وجعله نبيه ورسوله ، وبرأه من كل ما نسب إليه الجاهلون ، وأمر بأن يؤمن بما أنزل عليه عباده المؤمنون . وذكر علماء النسب وأيام الناس : أنه أول من ركب الخيل ، وكانت قبل ذلك وحوشا فأنسها وركبها ، وقد قال سعيد بن يحيى الأموي عن عبد الله بن عمر . أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : اتخذوا الخيل واغتبقوها فإنها ميراث أبيكم إسماعيل . وكانت هذه العراب وحشا فدعا لها بدعوته التي كان أعطي فأجابته ، وإنه أول من تكلم بالعربية الفصيحة البليغة ، وكان قد تعلمها من العرب العاربة الذين نزلوا عندهم بمكة من جرهم والعماليق وأهل اليمن من الأمم المتقدمين من العرب قبل الخليل .

وعن محمد بن علي بن الحسين ، عن آبائه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : أول من فتق لسانه بالعربية البينة إسماعيل ، وهو ابن أربع عشرة سنة . فقال له يونس : صدقت يا أبا يسار . هكذا أبو جري حدثني .

التالي السابق


الخدمات العلمية