فلما اشترى يوسف وأتى به إلى منزله قال لامرأته ، واسمها راعيل أكرمي مثواه عسى أن ينفعنا [ فيكفينا ] إذا [ هو بلغ و ] فهم الأمور بعض ما نحن بسبيله أو نتخذه ولدا ، وكان لا يأتي النساء ، وكانت امرأته حسناء ناعمة في ملك ودنيا .

فلما خلا من عمر يوسف ثلاث وثلاثون سنة آتاه الله العلم والحكمة قبل النبوة ، وراودته راعيل عن نفسه وأغلقت الأبواب عليه وعليها ودعته إلى نفسها وقالت: هيت لك [12: 23] ، أي: تهيأت لك ، قال: معاذ الله [12: 23] .

فأما قوله: وهم بها [12: 24] ، فإنه حديث الطبع وتمنيه نيل الشهوة لو كانت مباحة فإن الإنسان إذا صام اشتهى شرب الماء ، غير أن الصوم مانع ، فرأى البرهان وهو علمه بأن الله تعالى حرم الزنا ، ولا يلتفت إلى ما يروى في التواريخ والتفاسير من أنه رأى يعقوب عاضا على يده فإن مرتبة يوسف كانت أعلى من هذا .

والشاهد الذي [شهد] كان طفلا صغيرا تكلم هكذا قال علماء السير وجعلت تذكر محاسنه وتشوقه إلى نفسها ، فقالت له : يا يوسف ما أحسن شعرك ! قال : هو أول ما ينتثر من جسدي . قالت : يا يوسف ما أحسن عينيك ! قال : هما أول ما يسيل من جسدي . قالت : ما أحسن وجهك ! قال : هو للتراب . فقام حين رأى برهان ربه هاربا يريد الباب ، فأدركته قبل خروجه من الباب فجذبت قميصه من قبل ظهره فقدته ، وألفيا سيدها لدى الباب - وابن عمها معه ، فقالت له - ما جزاء من أراد بأهلك سوءا إلا أن يسجن . قال يوسف : بل هي راودتني عن نفسي فهربت منها فأدركتني فقدت قميصي . قال لها ابن عمها : تبيان هذا في القميص فإن كان قد من قبل فصدقت ، وإن كان قد من دبر فكذبت ، فأتي بالقميص فوجده قد من دبر فقال : إنه من كيدكن إن كيدكن عظيم .

وقيل : كان الشاهد صبيا في المهد . قال ابن عباس : تكلم أربعة في المهد وهم صغار ، ابن ماشطة امرأة فرعون ، وشاهد يوسف ، وصاحب جريج ، وعيسى ابن مريم .

وقال زوجها ليوسف : أعرض عن هذا أي ذكر ما كان منها فلا تذكره لأحد ، ثم قال لزوجته . استغفري لذنبك إنك كنت من الخاطئين

التالي السابق


الخدمات العلمية