وتحدثت النساء بأمر يوسف وامرأة العزيز ، وجعل النسوة يقلن:
امرأت العزيز تراود فتاها عن نفسه [12: 30] ، فلما سمعت بذلك أعدت لهن طعاما وما يتكئن عليه من الوسائد ،
وآتت كل واحدة منهن سكينا [12: 31] لقطع الأترج ، وقد أجلست يوسف في غير المجلس الذي هن فيه وقالت له :
اخرج عليهن - فخرج -
فلما رأينه أكبرنه - وأعظمنه -
وقطعن أيديهن بالسكاكين ولا يشعرن ، وقلن : معاذ الله
ما هذا بشرا إن هذا إلا ملك كريم
فلما حل بهن ما حل من قطعهن أيديهن وذهاب عقولهن ، وعرفن خطأهن فيما قلن أقرت على نفسها ، وقالت :
فذلكن الذي لمتنني فيه ولقد راودته عن نفسه فاستعصم ولئن لم يفعل ما آمره ليسجنن وليكونن من الصاغرين . فاختار يوسف السجن على معصية الله فقال :
رب السجن أحب إلي مما يدعونني إليه وإلا تصرف عني كيدهن أصب إليهن .
فاستجاب له ربه فصرف عنه كيدهن ثم بدا للعزيز من بعد ما رأى الآيات من القميص ، وخمش الوجه ، وشهادة الطفل ، وتقطيع النسوة أيديهن في ترك يوسف مطلقا .
وقيل : إنها شكت إلى زوجها ، وقالت : إن هذا العبد قد فضحني في الناس يخبرهم أنني راودته عن نفسه ، فسجنه سبع سنين .