فلما حبس يوسف أدخل معه السجن فتيان من أصحاب فرعون مصر ، أحدهما صاحب طعامه ، والآخر صاحب شرابه ، لأنهما نقل عنهما أنهما يريدا أن يسما الملك ، فلما دخل يوسف السجن قال : إني أعبر الأحلام . فقال أحد الفتيين للآخر : هلم فلنجربه . قال الخباز :
إني أراني أحمل فوق رأسي خبزا تأكل الطير منه وقال الآخر
إني أراني أعصر خمرا . فقال لهما يوسف :
لا يأتيكما طعام ترزقانه إلا نبأتكما بتأويله قبل أن يأتيكما . كره أن يعبر لهما ما سألاه عنه ، وأخذ في غير ذلك وقال :
أأرباب متفرقون .
خير أم الله الواحد القهار وكان اسم الخباز مخلت ، واسم الآخر نبو ، فلم يدعاه حتى أخبرهما بتأويل ما سألاه عنه ، فقال :
أما أحدكما ، وهو الذي رأى أنه يعصر الخمر ،
فيسقي ربه خمرا ، يعني سيده الملك ،
وأما الآخر فيصلب فتأكل الطير من رأسه فلما عبر لهما قالا : ما رأينا شيئا ! قال :
قضي الأمر الذي فيه تستفتيان . ثم قال لنبو ، وهو الذي ظن أنه ناج منهما :
اذكرني عند ربك الملك ، وأخبره أني محبوس ظلما .
فأنساه الشيطان ذكر ربه غفلة عرضت ليوسف من قبل الشيطان فأوحى الله إليه : يا يوسف ، اتخذت من دوني وكيلا ! لأطيلن حبسك . فلبث في السجن سبع سنين .