ومن الحوادث قتل موسى عليه السلام عوج بن عناق ثم إن موسى التقى هو وعوج بن عناق وحكى أبو جعفر الطبري أن عوجا عاش ألف سنة ، وإنه التقى بموسى ، فضرب موسى كعب عوج فقتله .

وعناق اسم أبيه ، وقال وهب بن منبه: بل اسم أمه ، وكانت من بنات آدم .

قال: وولد عوج في زمن آدم ، وكان جبارا لا يوصف عظما ، وعمره ثلاثة آلاف سنة وستمائة سنة حتى أدرك موسى ، وكان الماء في زمان الغرق إلى حجزته ، وكان يتناول الحوت من البحر فيرفعه بيده في الهواء فيفور في حر الشمس ثم يأكله .

وكان سبب هلاكه أنه قطع حجرا من جبل فجاء به على رأسه ليقلبه على عسكر موسى ، فبعث الله طائرا فنقر الحجر فنزل في عنقه ، فجاء موسى فضربه بالعصا في كعبه فقتله . وقيل أن عوج بن عنق ، خرج من عند الجبارين إلى بني إسرائيل; ليهلكهم ، وكان طوله ثلاثة آلاف ذراع ، وثلاثمائة ذراع ، وثلاثة وثلاثين ذراعا ، وثلث ذراع ، هكذا ذكره البغوي وغيره ، وليس بصحيح ، كما قدمنا بيانه عند قوله صلى الله عليه وسلم : إن الله خلق آدم ، طوله ستون ذراعا ، ثم لم يزل الخلق ينقص حتى الآن . قالوا : فعمد عوج إلى قمة جبل ، فاقتلعها ، ثم أخذها بيديه; ليلقيها على جيش موسى ، فجاء طائر ، فنقر تلك الصخرة ، فخرقها ، فصارت طوقا في عنق عوج بن عنق ، ثم عمد موسى إليه ، فوثب في الهواء عشرة أذرع ، وطوله عشرة أذرع ، وبيده عصاه ، وطولها عشرة أذرع ، فوصل إلى كعب قدمه فقتله . يروى هذا عن نوف البكالي ، ونقله ابن جرير ، عن ابن عباس ، وفي إسناده إليه نظر . ثم هو مع هذا كله من الإسرائيليات ، وكل هذه من وضع جهال بني إسرائيل فإن الأخبار الكذبة قد كثرت عندهم ، ولا تمييز لهم بين صحيحها وباطلها .

التالي السابق


الخدمات العلمية