وهو متفق على نبوته عند أهل الكتاب ، فإن طائفة منهم وهم السامرة لا يقرون بنبوة أحد بعد موسى إلا يوشع بن نون; لأنه مصرح به في التوراة ويكفرون بما وراءه ، وهو الحق من ربهم ، فعليهم لعائن الله المتتابعة إلى يوم القيامة .

وأما ما حكاه ابن جرير وغيره من المفسرين ، عن محمد بن إسحاق ، من أن النبوة حولت من موسى إلى يوشع في آخر عمر موسى ، فكان موسى يلقى يوشع فيسأله ما أحدث الله إليه من الأوامر والنواهي ، حتى قال له : يا كليم الله إني كنت لا أسألك عما يوحي الله إليك ، حتى تخبرني أنت ابتداء من تلقاء نفسك . فعند ذلك كره موسى الحياة ، وأحب الموت . ففي هذا نظر; لأن موسى ، عليه السلام ، لم يزل الأمر ، والوحي ، والتشريع ، والكلام من الله إليه في جميع أحواله ، حتى توفاه الله ، عز وجل ، ولم يزل معززا ، مكرما ، مدللا ، وجيها عند الله وقد ذكر أن الله تعالى جعل يوشع نبيا في زمن موسى ، فلما توفي موسى ابتعثه الله تعالى ، فأقام لبني إسرائيل أحكام التوراة ، وهو الذي قسم الشام بين بني إسرائيل وعن إبراهيم بن عمرو الصنعاني ، قال: أوحى الله عز وجل إلى يوشع بن نون: إني مهلك من قومك أربعين ألفا من خيارهم ، وستين ألفا من شرارهم . قال: يا رب فما بال الأخيار؟ قال: إنهم لم يغضبوا لغضبي ، وكانوا يؤاكلونهم ويشاربونهم .

التالي السابق


الخدمات العلمية