قال ابن جرير ، في " تاريخه " : لا خلاف بين أهل العلم بأخبار الماضين ، وأمور السالفين من أمتنا ، وغيرهم; أن القيم بأمور بني إسرائيل بعد يوشع ، كالب بن يوفنا . يعني أحد أصحاب موسى ، عليه السلام ، وهو زوج أخته مريم ، وهو أحد الرجلين اللذين ممن يخافون الله ، وهما يوشع ، وكالب وهما القائلان لبني إسرائيل حين نكلوا عن الجهاد : ادخلوا عليهم الباب فإذا دخلتموه فإنكم غالبون وعلى الله فتوكلوا إن كنتم مؤمنين [ المائدة : 23 ] . قال القرظي: ولم يكن لكالب نبوة ، ولكنه كان رجلا صالحا يودونه فوليهم زمانا يقيم فيهم من طاعة الله ما كان يقيم يوشع حتى قبضه الله عز وجل على منهاج يوشع .

فاستخلف كالب ابنا له فأقام العدل في بني إسرائيل أربعين سنة ، فلما مات اختلفت بنو إسرائيل ، ودعا كل إلى نفسه وإلى سبطه ، ثم عملوا بالمعاصي وتشاحنوا على الدنيا ، وأحبوا الملك ، فبعث الله تعالى [ حزقيل بن بوزي]

وهو الذي يقال له: ابن العجوز ، ويقال: إن ابن العجوز أشمويل ، والله أعلم .

وإنما قيل له: ابن العجوز؛ لأنها سألت الله عز وجل الولد بعدما كبرت وعقمت فوهبه الله لها ، فلذلك قيل: ابن العجوز. وهو الذي دعا للقوم الموتى فأحياهم الله .

التالي السابق


الخدمات العلمية