بشارة زكريا بابنه يحيى عليهما السلام
وقوله :
يا زكريا إنا نبشرك بغلام اسمه يحيى لم نجعل له من قبل سميا وهذا مفسر بقوله :
ربنا إنك جامع الناس ليوم لا ريب فيه إن الله لا يخلف الميعاد فلما بشر بالولد وتحقق البشارة ، شرع يستعلم - على وجه التعجب - وجود الولد ، والحالة هذه له :
قال رب أنى يكون لي غلام وكانت امرأتي عاقرا وقد بلغت من الكبر عتيا أي : كيف يوجد ولد من شيخ كبير ، قيل : كان عمره إذ ذاك سبعا وسبعين سنة . والأشبه ، والله أعلم ، أنه كان أسن من ذلك .
وكانت امرأتي عاقرا يعني ، وقد كانت امرأتي في حال شبيبتها عاقرا لا تلد . والله أعلم . كما قال الخليل :
أبشرتموني على أن مسني الكبر فبم تبشرون وقالت سارة :
يا ويلتى أألد وأنا عجوز وهذا بعلي شيخا إن هذا لشيء عجيب قالوا أتعجبين من أمر الله رحمة الله وبركاته عليكم أهل البيت إنه حميد مجيد [ هود : 72 ، 73 ] . وهكذا أجيب زكريا ، عليه السلام ; قال له الملك الذي يوحي إليه بأمر ربه :
كذلك قال ربك هو علي هين أي : هذا سهل يسير عليه .
وقد خلقتك من قبل ولم تك شيئا أي : قدرته أوجدتك بعد أن لم تكن شيئا مذكورا ، أفلا يوجد منك ولدا وإن كنت شيخا كبيرا ؟! وقال تعالى :
فاستجبنا له ووهبنا له يحيى وأصلحنا له زوجه إنهم كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغبا ورهبا وكانوا لنا خاشعين [ الأنبياء : 90 ] .
ومعنى إصلاح زوجته ، أنها كانت لا تحيض فحاضت . وقيل : كان في لسانها شيء ; أي بذاءة .