ومن الحوادث: إيفاد عيسى رجلين من الحواريين إلى أنطاكية لإنذار أهلها:
عن قتادة في
قوله تعالى: واضرب لهم مثلا أصحاب القرية إذ جاءها المرسلون . قال: " ذكر لنا أن عيسى بن مريم عليه السلام بعث رجلين من الحواريين إلى أنطاكية [ مدينة بالروم ] فكذبوهما ، فبعث ثالثا " . وإلى هذا المعنى ذهب ابن جريج .
وقد ذهب قوم منهم كعب ، ووهب [ إلى ] أن الله تعالى أرسلهم ، والأول أثبت . ومن الجائز أن يضاف إرسالهم إلى الله وإن كان عيسى قد أرسلهم ، لأنهم رسل رسوله .
واختلف العلماء في اسميهما على ثلاثة أقوال:
أحدهما: صادق ، وصدوق ، قاله ابن عباس ، وكعب .
والثاني: يحنا ، ويونس ، قاله وهب .
والثالث: يومار ، وبولس . قاله مقاتل ، قال: واسم الثالث شمعون ، وكان من الحواريين ، وهو وصي عيسى عليه السلام .
قال كعب : كان بأنطاكية فرعون يقال له: أنطبجس ، يعبد الأصنام ، فبعثهم الله عز وجل إليهم ، فكذبهم وأراد قتلهم ، فبلغ ذلك حبيبا ، وكان مجذوما ، فجاء يسعى ويقول: يا قوم اتبعوا المرسلين فقتلوه .
قال ابن مسعود : ووطئوه بأرجلهم ، فلما مضى إلى رحمة الله قال: يا ليت قومي يعلمون ، وغضب الله عليهم لاستضعافهم إياه ، فعجل الانتقام منهم ، فصيح بهم فهلكوا .
وقد قال أبو الحسين بن المنادي : حبيب النجار هو نبي أصحاب الرس المذكور في سورة الفرقان . قال ابن الجوزي: وفي هذا بعد .
ومن الحوادث:
لقاء عيسى عليه السلام إبليس لعنه الله :
عن أبي الجلد ، قال: لقي عيسى بن مريم إبليس ، فقال له: أسألك بالحي القيوم الذي جعل عليك اللعنة ، ما الذي يسيل جسمك ويقطع ظهرك ؟ فضرب بنفسه الأرض ثم قام فقال: لولا أنك سألتني بالحي القيوم ما أخبرتك ، أما الذي يقطع ظهري فصلاة الرجل في بيته نافلته ، وفي الجماعة فرضه . وأما الذي يسيل جسمي فصهيل الخيل - أو قال الفرس - في سبيل الله عز وجل .
ومن الحوادث في زمانه
قتل يحيى بن زكريا :
وقد سبق ذكر ذلك ، فإنه قتل وعيسى عليه السلام في الأرض