وكانت عدتهم ، فيما ذكر ابن عباس ، سبعة وثامنهم كلبهم ، وقال : إنا من القليل الذين تعلمونهم . وقال ابن إسحاق : كانوا ثمانية ، فعلى قوله يكون تاسعهم كلبهم . قال تعالى :
سيقولون ثلاثة رابعهم كلبهم ويقولون خمسة سادسهم كلبهم رجما بالغيب ويقولون سبعة وثامنهم كلبهمفذكر اختلاف الناس في كميتهم ، فحكى ثلاثة أقوال وضعف الأولين ، وقرر الثالث ، فدل على أنه الحق ; إذ لو قيل غير ذلك لحكاه ولو لم يكن هذا الثالث هو الصحيح لوهاه ، فدل على ما قلناه ، ولما كان النزاع في مثل هذا لا طائل تحته ولا جدوى عنده ، أرشد نبيه صلى الله عليه وسلم ، إلى الأدب في مثل هذا الحال ، إذا اختلف الناس فيه أن يقول : الله أعلم . ولهذا قال :
قل ربي أعلم بعدتهم وقوله :
ما يعلمهم إلا قليل أي : من الناس
فلا تمار فيهم إلا مراء ظاهرا أي سهلا ، ولا تتكلف إعمال الجدال في مثل هذا الحال ، ولا تستفت في أمرهم أحدا من الرجال; ولهذا أبهم تعالى عدتهم في أول القصة فقال :
إنهم فتية آمنوا بربهم ولو كان في تعيين عدتهم كبير فائدة لذكرها عالم الغيب والشهادة . وقيل أن أسماء الفتية : مكسلمينيا ويمليخا ومرطوس ونيرويس وكسطومس ودينموس وريطوفس وقالوس ومخسيلمينيا ، وهذه تسعة أسماء