قال الله تعالى :
وأحيط بثمره أي : جاءه أمر أحاط بجميع حواصله ، وخرب جنته ، ودمرها
فأصبح يقلب كفيه على ما أنفق فيها وهي خاوية على عروشها أي : خربت بالكلية ، فلا عودة لها ، وذلك ضد ما كان عليه أمل حيث قال :
وما أظن أن تبيد هذه أبدا وندم على ما كان سلف منه من القول الذي كفر بسببه بالله العظيم ، فهو يقول :
يا ليتني لم أشرك بربي أحدا قال الله تعالى :
ولم تكن له فئة ينصرونه من دون الله وما كان منتصرا هنالك أي : لم يكن له أحد يتدارك ما فرط من أمره ، وما كان له قدرة في نفسه على شيء من ذلك ، كما قال تعالى :
فما له من قوة ولا ناصر [ الطارق : 10 ] . وقوله :
الولاية لله الحق ومنهم من يبتدئ بقوله :
هنالك الولاية لله الحق وهو حسن أيضا ، كقوله :
الملك يومئذ الحق للرحمن وكان يوما على الكافرين عسيرا [ الفرقان : 26 ] . فالحكم الذي لا يرد ولا يمانع ولا يغالب - في تلك الحال وفي كل حال - لله الحق . ومنهم من رفع ( الحق ) جعله صفة ل ( الولاية ) وهما متلازمتان . وقوله :
هو خير ثوابا وخير عقبا أي : معاملته خير لصاحبها ثوابا ، وهو الجزاء ، وخير عقبا ; وهو العاقبة في الدنيا والآخرة .