قصة برصيصا
وهي عكس قضية جريج فإن جريجا عصم ، وذلك فتن .
nindex.php?page=hadith&LINKID=3509895عن عبد الله بن مسعود في هذه الآية كمثل الشيطان إذ قال للإنسان اكفر فلما كفر قال إني بريء منك إني أخاف الله رب العالمين فكان عاقبتهما أنهما في النار خالدين فيها وذلك جزاء الظالمين [ الحشر : 16 ، 17 ] قال ابن مسعود : وكانت امرأة ترعى الغنم وكان لها إخوة أربعة ، وكانت تأوي بالليل إلى صومعة راهب . قال : فنزل الراهب ففجر بها فحملت فأتاه الشيطان فقال له : اقتلها ثم ادفنها فإنك رجل مصدق يسمع قولك فقتلها ، ثم دفنها قال : فأتى الشيطان إخوتها في المنام فقال لهم : إن الراهب صاحب الصومعة فجر بأختكم فلما أحبلها قتلها ، ثم دفنها في مكان كذا وكذا ، فلما أصبحوا قال رجل منهم : والله لقد رأيت البارحة رؤيا ما أدري أقصها عليكم أم أترك ؟ قالوا : لا بل قصها علينا ، قال : فقصها فقال الآخر : وأنا والله لقد رأيت ذلك فقال الآخر : وأنا والله لقد رأيت ذلك قالوا : فوالله ما هذا إلا لشيء فانطلقوا فاستعدوا ملكهم على ذلك الراهب فأتوه فأنزلوه ، ثم انطلقوا به فأتاه الشيطان فقال : إني أنا الذي أوقعتك في هذا ، ولن ينجيك منه غيري فاسجد لي سجدة واحدة وأنجيك مما أوقعتك فيه ، قال : فسجد له ، فلما أتوا به ملكهم تبرأ منه وأخذ فقتل ،
وقد روي عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه بسياق آخر فعن أبي إسحاق سمعت عبد الله بن نهيك سمعت عليا يقول : إن راهبا تعبد ستين سنة ، وإن الشيطان أراده فأعياه فعمد إلى امرأة فأجنها ، ولها إخوة فقال لإخوتها : عليكم بهذا القس فيداويها قال : فجاءوا بها إليه فداواها وكانت عنده فبينما هو يوما عندها ، إذ أعجبته فأتاها فحملت فعمد إليها فقتلها ، فجاء إخوتها فقال الشيطان : للراهب أنا صاحبك إنك أعييتني أنا صنعت هذا بك فأطعني أنجك مما صنعت بك ، اسجد لي سجدة فسجد له فلما سجد له قال : إني بريء منك إني أخاف الله رب العالمين فذلك قوله
كمثل الشيطان إذ قال للإنسان اكفر فلما كفر قال إني بريء منك إني أخاف الله رب العالمين . وقد روي هذا الحديث على صفة أخرى ] .
فعن عبد المنعم بن إدريس ، عن أبيه قال: ذكر وهب بن منبه أن عابدا كان في بني إسرائيل ، وكان من أعبد أهل زمانه ، وكان في زمانه ثلاثة إخوة وكانت لهم أخت وكانت بكرا [ ، ليست لهم أخت غيرها ] فخرج البعث عليهم فلم يدروا عند من يخلفون أختهم ولا من يأمنون عليها [ ولا عند من يضعونها ] ، فأجمع رأيهم على أن يخلفوها عند عابد بني إسرائيل [ كان ثقة في أنفسهم ، فأتوه ] فسألوه أن يخلفوها عنده فأبى ذلك فلم يزالوا به حتى أطاعهم .
فقال: أنزلوها في بيت حذاء صومعتي فأنزلوها في ذلك البيت ، ثم انطلقوا وتركوها ، فمكثت في جوار ذلك العابد زمانا ينزل إليها الطعام من [ صومعته ] فيضعه عند باب الصومعة ، ثم يغلق بابه ويصعد في صومعته ، ثم يأمرها فتخرج من بيتها فتأخذ ما وضع لها من الطعام قال: فتلطف له الشيطان فلم يزل يرغبه في الخير ويعظم عليه خروج الجارية من بيتها نهارا ويخوفه أن يراها أحد فيعلقها ، فلم يزل حتى مشى بطعامها حتى وضعه على باب بيتها ، ولا يكلمها .
قال: فلبث بذلك زمانا ثم جاءه إبليس فرغبه في الخير والأجر [ وحضه عليه ] وقال: لو كنت تمشي إليها بطعامها حتى تضعه في بيتها كان أعظم لأجرك . قال: فلم يزل حتى مشى إليها بطعامها حتى يضعه في بيتها . قال: فثبت بذلك زمانا ، ثم جاءه إبليس فرغبه في الخير وحضه عليه ، وقال له: لو كنت تكلمها وتحدثها حتى تستأنس بحديثك ، فإنها قد استوحشت وحشة شديدة قال: فلم يزل به حتى حدثها زمانا يطلع إليها من صومعته ، قال: ثم أتاه إبليس بعد ذلك فقال: لو كنت تنزل إليها فتقعد على باب صومعتك وتحدثها ، وتقعد هي على باب بيتها فتحدثك كان آنس بها ، فلم يزل به حتى أنزله فأجلسه على باب صومعته يحدثها وتخرج الجارية من بيتها حتى تقعد على باب بيتها ، قال: فلبثا زمانا يتحادثان .
ثم جاءه إبليس فرغبه في الخير ، فقال: لو خرجت من باب صومعتك فجلست قريبا منها فحدثتها كان آنس لها ، فلم يزل به حتى فعل فلبثا بذلك زمانا ، ثم جاءه إبليس فقال: لو دنوت من باب بيتها ، ثم قال: لو دخلت البيت فحدثتها ولم [ تتركها ] تبرز وجهها لأحد كان أحسن ، فلم يزل به حتى دخل البيت ، فجعل يحدثها نهاره كله ، فإذا أمسى صعد في صومعته . قال: ثم أتاه إبليس بعد ذلك فلم يزل يزينها له حتى ضرب العابد على فخذها وقبلها ، فلم يزل إبليس يحسنها في عينه ويسول له حتى وقع عليها فأحبلها ، فولدت غلاما .
فجاءه إبليس فقال [ له: ] أرأيت إن جاء إخوة هذه الجارية وقد ولدت منك ، كيف تصنع ؟ فاعمد إلى ولدها فاذبحه وادفنه ، فإنها ستكتم ذلك عليك مخافة إخوتها ، ففعل ، فقال: أتراها تكتم ما فعلت ؟ خذها فاذبحها وادفنها مع ابنها ، فذبحها وألقاها في الحفرة مع ابنها ، فذبحها كما قلنا ، فمكث بذلك ما شاء الله حتى قفل إخوتها من الغزو فجاءوا فسألوه عن أختهم فنعاها لهم وترحم عليها وبكى ، وقال: كانت خير امرأة وهذا قبرها ، فأتى إخوتها القبر ، فبكوا أختهم وترحموا عليها ، وأقاموا على قبرها أياما ، ثم انصرفوا إلى أهاليهم .
فلما جنهم الليل وأخذوا مضاجعهم أتاهم الشيطان في النوم فبدأ بأكبرهم فسأله عن أختهم فأخبره بقول العابد وبموتها ، فكذبه الشيطان ، وقال: لم يصدقكم أمر أختكم إنه قد أحبل أختكم وولدت منه غلاما فذبحه وذبحها معه خوفا منكم فألقاها في حفيرة خلف باب البيت ، فأتى الأوسط في منامه فقال له مثل ذلك ، ثم أتى أصغرهم فقال له مثل ذلك ، فلما استيقظ القوم استيقظوا متعجبين لما رأى كل واحد منهم ، فأقبل بعضهم إلى بعض يقول لقد رأيت عجبا ، فأخبر بعضهم بعضا مما رأى ، فقال أكبرهم: هذا حلم ليس بشيء فامضوا بنا ودعوا هذا ، فقال صغيرهم: لا أمضي حتى آتي الموضع فأنظر فيه ، فانطلقوا فبحثوا الموضع فوجدوا أختهم وابنها مذبوحين ، فسألوا عنها العابد ، فصدق قول إبليس فيما صنع بها .
قال: فاستعدوا عليهم ملكهم ، فأنزل من صومعته وقدموه ليصلب ، فلما أوثقوه على الخشبة أتاه الشيطان فقال: قد علمت ، إني صاحبك الذي فتنتك في المرأة حتى أحبلتها وذبحتها وابنها ، فإن أنت أطعتني اليوم وكفرت بالله الذي خلقك خلصتك مما أنت فيه ، فكفر العابد بالله سبحانه ، فلما كفر خلى الشيطان بينه وبين أصحابه فصلبوه ففيه نزلت هذه الآية
كمثل الشيطان إذ قال للإنسان اكفر فلما كفر قال إني بريء منك إني أخاف الله إلى قوله:
جزاء الظالمين .