قال البخاري بسنده عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
nindex.php?page=hadith&LINKID=740709اشترى رجل من رجل عقارا له فوجد الرجل الذي اشترى العقار في عقاره جرة فيها ذهب فقال له الذي اشترى العقار : خذ ذهبك مني إنما اشتريت منك الأرض ، ولم أبتع منك الذهب ، وقال الذي له الأرض : إنما بعتك الأرض وما فيها فتحاكما إلى رجل فقال الذي تحاكما إليه : ألكما ولد ؟ قال أحدهما : لي غلام ، وقال الآخر : لي جارية قال : أنكحوا الغلام الجارية ، وأنفقوا على أنفسهما منه ، وتصدقا هكذا روى البخاري هذا الحديث في أخبار بني إسرائيل ، وأخرجه مسلم عن محمد بن رافع عن عبد الرزاق به .
وقد روي أن هذه القصة وقعت في زمن ذي القرنين وقد كان قبل بني إسرائيل بدهور متطاولة ، فالله أعلم .
وعن الحسن : إن ذا القرنين كان يتفقد أمور ملوكه ، وعماله بنفسه وكان لا يطلع على أحد منهم خيانة إلا أنكر ذلك عليه وكان لا يقبل ذلك حتى يطلع هو بنفسه . قال : فبينما هو يسير متنكرا في بعض المدائن فجلس إلى قاض من قضاتهم أياما لا يختلف إليه أحد في خصومة فلما أن طال ذلك بذي القرنين ، ولم يطلع على شيء من أمر ذلك القاضي ، وهم بالانصراف إذا هو برجلين قد اختصما إليه فادعى أحدهما فقال : أيها القاضي إني اشتريت من هذا دارا عمرتها ، ووجدت فيها كنزا ، وإني دعوته إلى أخذه فأبى علي فقال له القاضي : ما تقول قال : ما دفنت وما علمت به فليس هو لي ولا أقبضه منه قال المدعي : أيها القاضي مر من يقبضه فتضعه حيث أحببت فقال القاضي : تفر من الشر وتدخلني فيه ما أنصفتني وما أظن هذا في قضاء الملك ، فقال القاضي : هل لكما في أمر أنصف مما دعوتماني إليه ؟ قالا : نعم قال للمدعي : ألك ابن ؟ قال : نعم . وقال للآخر : ألك ابنة ؟ قال : نعم . قال : اذهبا فزوج ابنتك من ابن هذا وجهزوهما من هذا المال ، وادفعوا فضل ما بقي إليهما يعيشان به فتكونا قد صليتما بخيره وشره فعجب ذو القرنين حين سمع ذلك ، ثم قال للقاضي : ما ظننت أن في الأرض أحدا يفعل مثل هذا أوقاض يقضي بمثل هذا ؟ ! فقال القاضي : وهو لا يعرفه ، وهل أحد يفعل غير هذا ؟ قال ذو القرنين : نعم . قال القاضي : فهل يمطرون في بلادهم ؟ فعجب ذو القرنين من ذلك ، وقال : بمثل هذا قامت السماوات والأرض .