[
طريق المسلمين إلى بدر ]
قال ابن إسحاق : فسلك طريقه من المدينة إلى مكة ، على نقب المدينة ، ثم على العقيق ، ثم على ذي الحليفة ، ثم على أولات الجيش . قال ابن هشام : ذات الجيش . [
الرجل الذي اعترض الرسول وجواب سلمة له ]
قال ابن إسحاق : ثم مر على تربان ، ثم على ملل ، ثم غميس الحمام من مريين ، ثم على صخيرات اليمام ، ثم على السيالة ، ثم على فج الروحاء ، ثم على شنوكة ، وهي الطريق المعتدلة ؛ حتى إذا كان بعرق الظبية - قال ابن هشام : الظبية : عن غير ابن إسحاق - لقوا رجلا من الأعراب ، فسألوه عن الناس ، فلم يجدوا عنده خبرا ؛ فقال له الناس : سلم على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال : أوفيكم رسول الله ؟ قالوا : نعم ، فسلم عليه ، ثم قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=3509189إن كنت رسول الله فأخبرني عما في بطن ناقتي هذه . قال له سلمة بن سلامة بن وقش : لا تسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأقبل علي فأنا أخبرك عن ذلك . نزوت عليها ، ففي بطنها منك سخلة ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ، مه ، أفحشت على الرجل ثم أعرض عن سلمة . [
بقية الطريق إلى بدر ]
ونزل رسول الله صلى الله عليه وسلم سجسج ، وهي بئر الروحاء ، ثم ارتحل منها ، حتى إذا كان بالمنصرف ، ترك طريق مكة بيسار ، وسلك ذات اليمين على النازية ، يريد بدرا ، فسلك في ناحية منها ، حتى جزع واديا ، يقال له رحقان ، بين النازية وبين مضيق الصفراء ، ( ثم على المضيق ) ، ثم انصب منه ، حتى إذا كان قريبا من الصفراء ، بعث بسبس بن الجهني ، حليف بني ساعدة ، وعدي بن أبي الزغباء الجهني ، حليف بني النجار ، إلى بدر يتحسسان له الأخبار ، عن أبي سفيان بن حرب وغيره . ولما سار رسول الله صلى الله عليه وسلم صام يوما أو يومين ، ثم نادى مناديه : يا معشر العصاة إني مفطر فأفطروا ، وذلك أنه قد كان قال لهم قبل ذلك : أفطروا فلم يفعلوا . ثم ارتحل رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وقد قدمها . فلما استقبل الصفراء ، وهي قرية بين جبلين ، سأل عن جبليهما ما اسماهما ؟ فقالوا : يقال لأحدهما ، هذا مسلح ، وللآخر : هذا مخرئ ، وسأل عن أهلهما ، فقيل : بنو النار وبنو حراق ، بطنان من بني غفار فكرههما رسول الله صلى الله عليه وسلم والمرور بينهما ، وتفاءل بأسمائهما وأسماء أهلهما . فتركهما رسول الله صلى الله عليه وسلم والصفراء بيسار ، وسلك ذات اليمين على واد يقال له : ذفران ، فجزع فيه ، ثم نزل .