ومشى عبادة بن الصامت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وكان لهم من حلفه مثل الذي لهم من عبد الله بن أبي ابن سلول ، فجعلهم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وتبرأ إلى الله تعالى ورسوله من حلفهم ، وقال : يا رسول الله : أتولى الله ورسوله والمؤمنين وأبرأ من حلف هؤلاء الرجال ، فقام إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد الله بن أبي ابن سلول حين أمكنه الله منهم ، فقال : يا محمد أحسن في موالي ، وكانوا حلفاء الخزرج ، فأبطأ عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : يا محمد أحسن في موالي فأعرض عنه ، فأدخل يده في جيب درع رسول الله صلى الله عليه وسلم من خلفه ، وكان يقال لها : ذات الفضول ، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : «ويحك أرسلني » ، وغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى رأوا لوجهه ظللا ، ثم قال : ويحك أرسلني ، قال : والله لا أرسلك حتى تحسن في موالي : أربعمائة حاسر ، وثلاثمائة دارع ، قد منعوني من الأحمر والأسود ، تحصدهم في غداة واحدة ، إنى والله امرؤ أخشى الدوائر ، فقال صلى الله عليه وسلم : «خلوهم لعنهم الله ولعنه معهم » .

وتركهم من القتل ، وأمر بهم أن يجلوا من المدينة ، فخرجوا بعد ثلاث ، وولي إخراجهم منها عبادة بن الصامت ، وقيل : محمد بن مسلمة ، فلحقوا بأذرعات ، فما كان أقل بقاءهم بها. وأنزل الله تعالى في شأن عبد الله بن أبي وفي شأن عبادة بن الصامت : يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم إن الله لا يهدي القوم الظالمين فترى الذين في قلوبهم مرض [المائدة 51 ، 52 ] أي عبد الله بن أبي وقوله : إني أخشى الدوائر يسارعون فيهم يقولون نخشى أن تصيبنا دائرة فعسى الله أن يأتي بالفتح أو أمر من عنده فيصبحوا على ما أسروا في أنفسهم نادمين إلى قوله تعالى : إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا ، الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون [المائدة 55 ] وذلك لتولي عبادة بن الصامت من الله تعالى ورسوله والذين آمنوا ، وتبرئه من بني قينقاع وحلفهم وولايتهم ومن يتول الله ورسوله والذين آمنوا فإن حزب الله هم الغالبون [المائدة 56 ] .

التالي السابق


الخدمات العلمية