ولم يقتل من نسائهم إلا امرأة واحدة من بني النضير يقال لها نباتة تحت رجل من بني قريظة يقال له الحكم ، وكان يحبها وتحبه ، فلما اشتد عليهم الحصار بكت إليه وقالت إنك لمفارقي ، فقال : هو والتوراة ، ما ترين فأنت امرأة ، فدلي عليهم هذه الرحى ، فإنا لم نقتل منهم أحدا بعد ، وأنت امرأة ، وإن يظهر محمد علينا فإنه لا يقتل النساء ، وإنما كره أن تسبى ، فأحب أن تقتل ، وكانت في حصن الزبير بن باطا فدلت رحى من فوق الحصن ، وكان المسلمون ربما جلسوا تحت الحصن يستظلون في فيئه ، فأطلعت الرحى فلما رآها القوم انفضوا ، وتدرك خلاد بن سويد فتشدخ رأسه ، فحذر المسلمون أهل الحصن ، فلما كان اليوم الذي أمر بهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يقتلوا فيه دخلت على عائشة - رضي الله عنها - فجعلت تضحك ظهرا لبطن ، وهي تقول : سراة بني قريظة يقتلون إذ سمعت صوت قائل يا «نباتة» ، قالت أنا والله التي أدعى ، قالت عائشة ولم ؟ قالت : قتلني زوجي ، وكانت جارية حلوة الكلام فقالت عائشة :

وكيف قتلك زوجك ؟ قالت : في حصن الزبير بن باطا فأمرني فدليت رحى على أصحاب محمد فشدخت رأس رجل منهم فمات ، وأنا أقتل به ، فانطلق بها ، فأمر بها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقتلت ، بخلاد بن سويد . فكانت عائشة تقول : لا أنسى طيب نفس نباتة ، وكثرة ضحكها ، وقد عرفت أنها تقتل .

التالي السابق


الخدمات العلمية