فخرج صلى الله عليه وسلم من المدينة فسلك على غراب ثم على محيص ثم على البتراء ، ثم صفق ذات اليسار ، فخرج على يين ثم على صخيرات الثمام ، ثم استقام به الطريق على السيالة ، فأغذ السير سريعا حتى نزل بطن غران وبينها وبين عسفان خمسة أميال حيث كان مصاب أصحابه فترحم عليهم ، ودعا لهم فسمعت به بنو لحيان فهربوا في رؤوس الجبال فلم يقدر منهم على أحد ، فأقام يوما أو يومين ، فبعث السرايا في كل ناحية ، فلم يقدروا على أحد .

فلما أخطأه من غرتهم ما أراد ، قال : «لو أنا هبطنا عسفان لرأى أهل مكة أنا قد جئنا مكة»

فهبط في أصحابه حتى نزلوا عسفان . قال ابن إسحاق : ثم بعث فارسين ، وقال ابن عمر ، وابن سعد : بعث أبا بكر - رضي الله عنه - في عشرة فوارس لتسمع به قريش فيذعرهم ، فأتوا كراع الغميم .

ثم رجعوا ولم يلقوا أحدا وراح رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قافلا

التالي السابق


الخدمات العلمية