انتقاله - صلى الله عليه وسلم - إلى محاصرة حصون الشق وفتحها

وتحول إلى الشق ، وكان به حصون ذوات عدد ، فكان أول حصن بدأ به منها حصن أبي ، فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم على قلعة يقال لها : سموان . فقاتل عليها أهل الحصن أشد القتال ، فخرج منهم رجل يقال له : عزول ، فدعا إلى البراز ، فبرز إليه الحباب بن المنذر ، فقطع يده اليمنى من نصف ذراعه ، ووقع السيف من يده ، وفر اليهودي راجعا ، فاتبعه الحباب فقطع عرقوبه ، وبرز منهم آخر ، فقام إليه رجل من المسلمين ، فقتله اليهودي فنهض إليه أبو دجانة فقتله وأخذ سلبه ، وأحجموا عن البراز ، فكبر المسلمون ، ثم تحاملوا على الحصن فدخلوه ، وأمامهم أبو دجانة ، فوجدوا فيه أثاثا ومتاعا وغنما وطعاما ، وهرب من كان فيه من المقاتلة ، وتقحموا الجدر كأنهم الظباء ، حتى صاروا إلى حصن النزار بالشق ، وتمنعوا أشد الامتناع ، فزحف إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه ، فتراموا ، ورمى معهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده الكريمة ، حتى أصاب نبلهم ثيابه ، عليه الصلاة والسلام . فأخذ عليه السلام كفا من الحصا فرمى حصنهم بها ، فرجف بهم حتى ساخ في الأرض ، وأخذهم المسلمون أخذا باليد .

التالي السابق


الخدمات العلمية