ثبات أم سليم بنت ملحان عن أنس - رضي الله عنه - قال : اتخذت أم سليم خنجرا أيام حنين ، فكان معها ، فلقي أبو طلحة أم سليم ومعها الخنجر ، فقال أبو طلحة :

ما هذا ؟ قالت : إن دنا مني بعض المشركين أبعج به بطنه ، فقال أبو طلحة : أما تسمع يا رسول الله ما تقول أم سليم ؟ فضحك رسول الله - صلى الله عليه وسلم فقالت : يا رسول الله أقتل من يعدونا من الطلقاء ، انهزموا عنك فقال : «إن الله تعالى قد كفى وأحسن يا أم سليم”
. ثبات أم عمارة بنت كعب وروى محمد بن عمر عن عمارة بن غزية قال : قلت أم عمارة : لما كان يوم حنين والناس منهزمون في كل وجه ، وكنا أربع نسوة ، وفي يدي سيف لي صارم ، وأم سليم معها خنجر قد حزمته على وسطها ، وإنها يومئذ حامل بعبد الله بن أبي طلحة ، وأم سليط ، وأم الحارث .

قال شيوخ محمد بن عمر : فجعلت أم عمارة تصيح يا للأنصار : أية عادة هذه . ما لكم والفرار ؟ ! قالت : وأنظر إلى رجل من هوازن على جمل أورق معه لواء يوضع جمله في أثر المسلمين ، فأعترض له فأضرب عرقوب الجمل . فيقع على عجزه وأشد عليه ، ولم أزل أضربه حتى أثبته ، وأخذت سيفا له .

ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - قائم ، مصلت السيف بيده ، قد طرح غمده ينادي : «يا أصحاب سورة البقرة” فكر الأنصار ،

ووقفت هوازن قدر حلب ناقة فتوح ، ثم كانت إياها ، فو الله ما رأيت هزيمة قط كانت مثلها ، قد ذهبوا في كل وجه ، فرجع إلي أبنائي جميعا :

حبيب وعبد الله أبناء زيد بأسارى مكتفين ، فأقوم إليه من الغيظ فأضرب عنق واحد منهم ، وجعل الناس يأتون بالأسارى فرأيت في بني مازن ابني النجار ثلاثين أسيرا ، وكان المسلمون بلغ أقصى هزيمتهم مكة ، ثم كروا بعد وتراجعوا ، فأسهم لهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جميعا ، وكانت أم الحارث الأنصارية آخذة بخطام جمل الحارث زوجها ، وكان يسمى المجسار فقالت : يا حار أتترك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والناس يولون منهزمين ؟ ! وهي لا تفارقه ، قالت : فمر علي عمر بن الخطاب فقلت : يا عمر ما هذا ؟ قال : أمر الله تعالى .

التالي السابق


الخدمات العلمية