ذكر
مروره- صلى الله عليه وسلم- بالأبواء :
وإهداء الصعب بن جثامة له- ثم مضى رسول الله حتى إذا كان بالأبواء
nindex.php?page=hadith&LINKID=659068أهدى له الصعب بن جثامة حمار وحش ، وفي رواية
nindex.php?page=hadith&LINKID=886700«عجز حمار وحش» وفي رواية
nindex.php?page=hadith&LINKID=886700«لحم حمار وحش ، يقطر دما» ، وفي رواية
«شق حمار وحشي» ، وفي رواية
nindex.php?page=hadith&LINKID=696913«رجل حمار وحش فرده» وقال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=651696«إنا لم نرده عليك إلا أنا حرم» . روى يحيى بن سعيد ، عن جعفر ، عن عمرو بن أمية الضمري ، عن أبيه ، عن الصعب (
nindex.php?page=hadith&LINKID=16001126أهدى للنبي - صلى الله عليه وسلم - عجز حمار وحش وهو بالجحفة ، فأكل منه وأكل القوم ) . قال البيهقي : وهذا إسناد صحيح . فإن كان محفوظا ، فكأنه رد الحي وقبل اللحم .
وقال الشافعي رحمه الله : فإن كان الصعب بن جثامة أهدى للنبي - صلى الله عليه وسلم - الحمار حيا ،
فليس للمحرم ذبح حمار وحش ، وإن كان أهدى له لحم الحمار ، فقد يحتمل أن يكون علم أنه صيد له ، فرده عليه ، وإيضاحه في حديث جابر . قال : وحديث مالك أنه أهدى له حمارا أثبت من حديث من حدث له من لحم حمار .
قلت : أما حديث يحيى بن سعيد ، عن جعفر ، فغلط بلا شك ، فإن الواقعة واحدة ، وقد اتفق الرواة أنه لم يأكل منه ، إلا هذه الرواية الشاذة المنكرة .
وأما الاختلاف في كون الذي أهداه حيا ، أو لحما ، فرواية من روى لحما أولى لثلاثة أوجه .
أحدها : أن راويها قد حفظها ، وضبط الواقعة حتى ضبطها : أنه يقطر دما ، وهذا يدل على حفظه للقصة حتى لهذا الأمر لا يؤبه له .
الثاني : أن هذا صريح في كونه بعض الحمار ، وأنه لحم منه ، فلا يناقض قوله : أهدى له حمارا ، بل يمكن حمله على رواية من روى لحما ، تسمية للحم باسم الحيوان ، وهذا مما لا تأباه اللغة .
الثالث : أن سائر الروايات متفقة على أنه بعض من أبعاضه ، وإنما اختلفوا في ذلك البعض ، هل هو عجزه ، أو شقه ، أو رجله ، أو لحم منه ؟ ولا تناقض بين هذه الروايات ، إذ يمكن أن يكون الشق هو الذي فيه العجز ، وفيه الرجل ، فصح التعبير عنه بهذا وهذا ، وقد رجع ابن عيينة عن قوله : " حمارا " ، وثبت على قوله : " لحم حمار " حتى مات .
وهذا يدل على أنه تبين له أنه إنما أهدى له لحما لا حيوانا ، ولا تعارض بين هذا وبين أكله لما صاده أبو قتادة ، فإن قصة أبي قتادة كانت عام الحديبية سنة ست ، وقصة الصعب قد ذكر غير واحد أنها كانت في حجة الوداع ، منهم : المحب الطبري في كتاب " حجة الوداع " له . أو في بعض عمره وهذا مما ينظر فيه .
وفي قصة الظبي وحمار يزيد بن كعب السلمي البهزي ، هل كانت في حجة الوداع ، أو في بعض عمره والله أعلم ؟ فإن حمل حديث أبي قتادة على أنه لم يصده لأجله ، وحديث الصعب على أنه صيد لأجله ، زال الإشكال ، وشهد لذلك حديث جابر المرفوع : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=16001127صيد البر لكم حلال ما لم تصيدوه أو يصاد لكم " وإن كان الحديث قد أعل بأن المطلب بن حنطب راويه عن جابر لا يعرف له سماع منه قاله النسائي .
قال الطبري في حجة الوداع له : فلما كان في بعض الطريق اصطاد أبو قتادة حمارا وحشيا ، ولم يكن محرما ، فأحله النبي - صلى الله عليه وسلم - لأصحابه بعد أن سألهم : هل أمره أحد منكم بشيء أو أشار إليه ؟ وهذا وهم منه رحمه الله ، فإن قصة أبي قتادة إنما كانت عام الحديبية ، هكذا روي في " الصحيحين " من حديث عبد الله ابنه عنه قال : (
nindex.php?page=hadith&LINKID=16001128انطلقنا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - عام الحديبية ، فأحرم أصحابه ولم أحرم ) ، فذكر قصة الحمار الوحشي .