(
نزول النبي صلى الله عليه وسلم بالأبطح شرقي مكة )
ثم سار صلوات الله وسلامه عليه ، بعد فراغه من
طوافه بين الصفا والمروة ، وأمره بالفسخ لمن لم يسق الهدي ، والناس معه حتى نزل بالأبطح شرقي مكة في قبة حمراء من أدم ضربت له هناك ( فأقام هنالك بقية يوم الأحد ويوم الاثنين والثلاثاء والأربعاء ، حتى صلى الصبح من يوم الخميس ، وكل ذلك يصلي بأصحابه هنالك ، ولم يعد إلى الكعبة من تلك الأيام كلها . قال البخاري : باب من لم يقرب الكعبة ، ولم يطف حتى يخرج إلى عرفة ويرجع بعد الطواف الأول ، حدثنا محمد بن أبي بكر ، ثنا فضيل بن سليمان ، ثنا موسى بن عقبة قال : أخبرني كريب ، عن عبد الله بن عباس قال :
قدم النبي صلى الله عليه وسلم مكة فطاف سبعا ، وسعى بين الصفا والمروة ، ولم يقرب الكعبة بعد طوافه بها حتى رجع من عرفة انفرد به البخاري . وقال أحمد : ثنا وكيع ، ثنا سفيان ، عن عون بن أبي جحيفة ، عن أبيه قال :
أتيت النبي صلى الله عليه وسلم بالأبطح وهو في قبة له حمراء ، فخرج بلال بفضل وضوئه فمن ناضح ونائل . قال : فأذن بلال فكنت أتتبع فاه هكذا وهكذا - يعني يمينا وشمالا - قال : ثم ركزت له عنزة ، فخرج النبي صلى الله عليه وسلم وعليه جبة له حمراء - أو حلة حمراء - وكأني أنظر إلى بريق ساقيه ، فصلى بنا إلى عنزة الظهر - أو العصر - ركعتين ، تمر المرأة والكلب والحمار ، لا يمنع ، ثم لم يزل يصلي ركعتين حتى أتى المدينة . وقال وكيع مرة : فصلى الظهر ركعتين والعصر ركعتين . وعن الحكم ، سمعت أبا جحيفة قال :
خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم بالهاجرة إلى البطحاء ، فتوضأ وصلى الظهر ركعتين وبين يديه عنزة . وزاد فيه عون ، عن أبيه أبي جحيفة : وكان يمر من ورائها الحمار والمرأة . قال حجاج في الحديث : ثم قام الناس فجعلوا يأخذون يده فيمسحون بها وجوههم . قال : فأخذت يده فوضعتها على وجهي ، فإذا هي أبرد من الثلج وأطيب ريحا من المسك . وقد أخرجه صاحبا " الصحيح " من حديث شعبة بتمامه .