أمر سقيفة بني ساعدة

[ تفرق الكلمة ]

قال ابن إسحاق : ولما قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم انحاز هذا الحي من الأنصار إلى سعد بن عبادة في سقيفة بني ساعدة ، واعتزل علي بن أبي طالب والزبير بن العوام وطلحة بن عبيد الله في بيت فاطمة ، وانحاز بقية المهاجرين إلى أبي بكر ، وانحاز معهم أسيد بن حضير ، في بني عبد الأشهل واجتمعت الأنصار في سقيفة بني ساعدة ، وأخرجوا سعد بن عبادة ليولوه الأمر ، وكان مريضا فقال بعد أن حمد الله : يا معشر الأنصار ، لكم سابقة وفضيلة ليست لأحد من العرب ، إن محمدا - صلى الله عليه وسلم - لبث في قومه بضع عشرة سنة يدعوهم ، فما آمن إلا القليل ، ما كانوا يقدرون على منعه ولا على إعزاز دينه ، ولا على دفع ضيم ، حتى إذا أراد بكم الفضيلة ساق إليكم الكرامة ، ورزقكم الإيمان به وبرسوله ، والمنع له ولأصحابه ، والإعزاز له ولدينه ، والجهاد لأعدائه ، فكنتم أشد الناس على عدوه حتى استقامت العرب لأمر الله طوعا وكرها ، وأعطى البعيد المقادة صاغرا ، فدانت لرسوله بأسيافكم العرب ، وتوفاه الله وهو عنكم راض قرير العين . استبدوا بهذا الأمر دون الناس ، فإنه لكم دونهم .

فأجابوه بأجمعهم : أن قد وفقت وأصبت الرأي ، ونحن نوليك هذا الأمر ، فإنك مقنع ورضا للمؤمنين . ثم إنهم ترادوا الكلام فقالوا : وإن أبى المهاجرون من قريش ، وقالوا : نحن المهاجرون وأصحابه الأولون ، وعشيرته وأولياؤه ؟ ! فقالت طائفة منهم : فإنا نقول : منا أمير ومنكم أمير ، ولن نرضى بدون هذا أبدا . فقال سعد : هذا أول الوهن .

التالي السابق


الخدمات العلمية