زواج النبي صلى الله عليه وسلم بأم المؤمنين أم سلمة رضي الله عنها
فهرس الكتاب
[ زواجه بأم سلمة ] وتزوج صلى الله عليه وسلم أم سلمة هند بنت أبي أمية بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم ، وكانت قبله عند أبي سلمة بن عبد الأسد وأمه عمة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - برة بنت عمه أبي طالب فولدت لأبي سلمة ، سلمة وعمر ، ورقية ، وزينب ، ومات أبو سلمة - رضي الله تعالى عنه - سنة أربع وشهد بدرا وأحدا ورمي بها بسهم في عضده فمكث شهرا يداويه ، ثم برأ الجرح ، وبعثه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في هلال المحرم على رأس خمسة وثلاثين شهرا من مهاجره ، وبعث معه مائة وخمسين رجلا إلى قطن - وهو جبل - فغاب تسعا وعشرين ليلة ثم رجع إلى المدينة فانتقض جرحه ، فمات منه لثمان خلون من جمادى الآخرة سنة أربع ، فاعتدت أم سلمة ، وحملت لعشرين بقين من شوال المذكور سنة أربع ، فتزوجها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في ليالي بقين من شوال المذكور ، ولو لم يكن من فضلها إلا شورها على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالحلق في قصة الحديبية لما امتنع منه أكثر الصحابة لكفاها .
وقال أبو عبيدة معمر بن المثنى ، وأبو عمر : تزوجها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعد وقعة بدر في شوال سنة اثنتين ، وليس بشيء ، لأن أبا عمر قال في وفاة أبي سلمة : إنها في جمادى الآخرة سنة ثلاث وهو لم يتزوجها إلا بعد انقضاء عدتها من وفاة أبي سلمة .
وروى الطبراني برجال الصحيح عن أم سلمة - رضي الله تعالى عنها - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أتاها فلف رداءها وجعله على أسكفة الباب واتكل عليه ، وقال : هل لك يا أم سلمة ؟ قالت : إني امرأة شديدة الغيرة ، وأخاف أن يبدو للنبي - صلى الله عليه وسلم - ما يكره ، فانصرف ، ثم عاد فقال : هل يا أم سلمة ؟ إذا كان لك الزيادة في صداقك ، زدناك ، فعادت لقولها ، فقالت : أم سلمة : يا أم عبد ، تدرين ما يتحدث به نساء قريش ، يقلن : إنما ردت محمدا ، لأنها شابة من قريش أحدث منه سنا ، وأكثر منه مالا ، فأتت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فتزوجها .
وروى ابن سعد عنها - رضي الله تعالى عنها - قالت : قلت لأبي سلمة : ليس امرأة يموت زوجها وهو من أهل الجنة وهي من أهل الجنة ، ثم لم تتزوج بعده إلا جمع الله تعالى بينهما في الجنة ، وكذلك إذا ماتت المرأة وبقي الرجل بعدها ، فتعال أعاهدك ألا تتزوج بعدي ولا أتزوج بعدك ، قال : أتطيعيني ، قلت : ما استأمرتك إلا وأنا أريد أن أطيعك قال : فإذا أنا مت فتزوجي ، ثم قال : اللهم ارزق أم سلمة بعدي رجلا خيرا مني حتى لا يحزنها ولا يؤذيها ، قالت : فلما مات قلت : من هذا الذي هو خير لي من أبي سلمة ، فلبثت ما لبثت ، فجاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقام على الباب فذكر نحو ما سبق .