فتح قيسارية وحصر غزة

في هذه السنة فتحت قيسارية ، وقيل : سنة تسع عشرة ، وقيل : سنة عشرين . وكان سببها : أن عمر كتب إلى يزيد بن أبي سفيان أن يرسل معاوية إلى قيسارية ، وكتب عمر إلى معاوية بن أبي سفيان يأمره بذلك ، وكتب إليه : أما بعد ، فقد وليتك قيسارية ، فسر إليها واستنصر الله عليهم ، وأكثر من قول : لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ، الله ربنا وثقتنا ، ورجاؤنا ومولانا ، فنعم المولى ونعم النصير . فسار إليها فحاصرها ، وزاحفه أهلها مرات عديدة ، وكان آخرها وقعة أن قاتلوا قتالا عظيما ، وصمم عليهم معاوية ، واجتهد في القتال حتى فتح الله عليه ، فما انفصل الحال حتى قتل منهم نحوا من ثمانين ألفا ، وكمل المائة الألف من الذين انهزموا عن المعركة ، وبعث بالفتح والأخماس إلى أمير المؤمنين عمر ، رضي الله عنه .

وكان علقمة بن مجزز قد حصر القيقار بغزة وجعل يراسله ، فلم يشفه أحد بما يريد ، فأتاه كأنه رسول علقمة ، فأمر القيقار رجلا أن يقعد له في الطريق ، فإذا مر به قتله ، ففطن علقمة فقال : إن معي نفرا يشركونني في الرأي ، فأنطلق فآتيك بهم ، فبعث القيقار إلى ذلك الرجل أن لا يعرض له ، فخرج علقمة من عنده فلم يعد ، وفعل كما فعل عمرو بالأرطبون . قال ابن جرير : وكتب عمر بن الخطاب إلى عمرو بن العاص بالمسير إلى إيلياء ، ومناجزة صاحبها ، فاجتاز في طريقه عند الرملة بطائفة من الروم ، فكانت.

التالي السابق


الخدمات العلمية