ثم دخلت سنة ثمان وعشرين
تهيب عمر رضي الله عنه الغزو في البحر
قيل : في سنة ثمان وعشرين كان أم حرام بنت ملحان الأنصارية ، ألقتها بغلتها بجزيرة قبرس فاندقت عنقها فماتت ، تصديقا للنبي - صلى الله عليه وسلم - ، حيث أخبرها أنها في أول من يغزو في البحر .
عبد الله بن قيس الجاسي والمرفأ
وبقي عبد الله بن قيس الجاسي على البحر ، فغزا خمسين غزاة من بين شاتية وصائفة في البر والبحر ، لم يغرق أحد ولم ينكب ، فكان يدعو الله أن يعافيه في جنده ، فأجابه ، فلما أراد الله أن يصيبه في جسده خرج في قارب طليعة ، فانتهى إلى المرفإ من أرض الروم وعليه مساكين يسألون ، فتصدق عليهم ، فرجعت امرأة منهم إلى قريتها فقالت للرجال : هذا عبد الله بن قيس في المرفإ ، فثاروا إليه فهجموا عليه فقاتلوه بعد أن قاتلهم ، فأصيب وحده ، ونجا الملاح حتى أتى أصحابه ، فأعلمهم فجاءوا حتى أرسوا بالمرفإ ، والخليفة عليهم سفيان بن عوف الأزدي ، فخرج إليهم فقاتلهم فضجر ، فجعل يشتم أصحابه . فقالت جارية عبد الله : ما هكذا كان يقول حين يقاتل ! فقال سفيان : فكيف كان يقول ؟ قالت :
" الغمرات ثم ينجلينا "
فلزمها بقولها ، وأصيب في المسلمين يومئذ . وقيل لتلك المرأة بعد : بأي شيء عرفته ؟ قالت : كان كالتاجر فلما سألته أعطاني كالملك فعرفته بهذا .
التالي
السابق