ذكر من توفي في هذه السنة
عويمر بن عامر بن زيد بن قيس بن عائشة بن أمية
عويمر بن عامر بن زيد بن قيس بن عائشة بن أمية ، أبو الدرداء: كان آخر أهل داره إسلاما ، وكان متمسكا بصنم له ، وكان عبد الله بن رواحة مؤاخيا له في الجاهلية ، وأسلم
ابن رواحة ودعاه فأبى وتجنبه . وجاءه يوما فلما خرج من بيته دخل ابن رواحة فضرب الصنم بقدومه فقطعه ، فقالت زوجته: أهلكتني يا ابن رواحة . فخرج ، وجاء أبو الدرداء فوجد المرأة تبكي خوفا منه ، فقال: ما شأنك؟ قالت: أخوك ابن رواحة دخل إلى الصنم فصنع به ما ترى ، فغضب غضبا شديدا ، ثم فكر في نفسه ، فقال: لو كان عنده خير لدفع عن نفسه . فانطلق إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسلم .
واختلفوا: هل شهد أحدا أم لا؟ وقد شهد بعد ذلك مشاهد كثيرة .
وعن خثيمة ، عن أبي الدرداء ، قال: كنت تاجرا قبل أن يبعث النبي صلى الله عليه وسلم ، فلما بعث محمد زاولت التجارة والعبادة فلم تجتمعا ، فاخترت العبادة وتركت التجارة .
وعن أم الدرداء ، قالت: كان لأبي الدرداء ستون وثلاثمائة خليل في الله عز وجل يدعو لهم في الصلاة ، قالت: فقلت له في ذلك ، فقال: إنه ليس رجل يدعو لأخيه الغيب إلا وكل الله به ملكين يقولان: فلك مثل ذلك ، أفلا أرغب أن تدعو لي الملائكة .
وعن يحيى بن سعيد ، قال: استعمل أبو الدرداء على القضاء فأصبح الناس يهنونه ، فقال: أتهنوني بالقضاء وقد جعلت على رأس مهواة منزلتها أبعد من عدن ، ولو علم الناس ما في القضاء لأخذوه بالدول رغبة عنه وكراهية له ، ولو يعلم الناس ما في الأذان لأخذوه بالدول رغبة فيه وحرصا عليه .
وعن لقمان بن عامر ، عن أبي الدرداء: أنه كان يشتري العصافير من الصبيان ويرسلهن ، ويقول: اذهبن فعشن .
وعن عمرو بن ميمون بن مهران ، عن أبيه ، قال: قالت أم الدرداء لأبي الدرداء: إن احتجت بعدك آكل الصدقة؟ قال: لا ، اعملي وكلي ، قالت: فإن ضعفت عن العمل؟ قال: التقطي السنبل ولا تأكلي الصدقة .
قال: وعن أبي عثمان النهدي ، أن أبا الدرداء كان يقول: لولا ثلاث لم أبال متى مت: لولا أن أظمأ بالهواجر ، ولولا أن أعفر وجهي بالتراب ، ولولا أن آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر .
قال: وعن معاوية بن قرة: أن أبا الدرداء اشتكى ، فدخل عليه أصحابه فقالوا: يا أبا الدرداء ، ما تشتكي؟ قال: أشتكي ذنوبي ، قالوا: وما تشتهي؟ قال: أشتهي الجنة ، قالوا: أفلا ندعو لك طبيبا؟ قال: هو الذي أضجعني .
توفي أبو الدرداء بالشام في هذه السنة . وقيل: في سنة اثنتين وثلاثين .
نعيم بن مسعود بن عامر بن أنيف
نعيم بن مسعود بن عامر بن أنيف من أشجع:
وهو الذي خذل بين الأحزاب حتى تفرقوا ، وهاجر وسكن المدينة ، وكان يغزو مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا غزا ، وبعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم [لما أراد تبوكا ليتنصر الناس] ، وتوفي في زمان عثمان .
يزدجرد
[ يزدجرد:
وتوفي يزدجرد الملك في هذه السنة على ما سبق شرحه] . أبو طلحة الأنصاري
وفيها مات أبو طلحة الأنصاري ، وهو بدري ، وقيل : سنة اثنتين وثلاثين ، وقيل : سنة إحدى وخمسين .
أبو أسيد الساعدي
وفيها مات أبو أسيد الساعدي ، وقيل : مات سنة ستين ، وهو على هذا القول آخر من مات من البدريين .
( أسيد بضم الهمزة ) .
أبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب بن هاشم والطفيل
وفيها مات أبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب بن هاشم ، ( وأخوه الطفيل ) . أبو سفيان بن حرب بن أمية
( وأبو سفيان بن حرب بن أمية ، وهو ابن ثمان وثمانين سنة ) .