فتح ابن عامر مرو الروذ والطالقان والفارياب والجوزجان وطخارستان
وفيها
فتح ابن عامر مرو الروذ والطالقان والفارياب والجوزجان وطخارستان . فأما مرو الروذ فبعث إليها ابن عامر الأحنف بن قيس فحصرها ، فخرجوا إليه ، فقاتلهم حتى كسرهم فاضطرهم إلى حصنهم ، ثم صالحوه على مال جزيل ، وعلى أن يضرب على أراضي الرعية الخراج ، ويدع الأرض التي كان أقطعها كسرى لوالد المرزبان ، صاحب مرو ، حين قتل الحية التي كانت تقطع الطريق على الناس وتأكلهم ، فصالحهم الأحنف على ذلك ، وكتب لهم كتاب صلح بذلك ، ثم بعث الأحنف الأقرع بن حابس إلى الجوزجان ففتحها بعد قتال وقع بينهم ، قتل فيه خلق من شجعان المسلمين ، ثم نصروا ، فقال في ذلك كثير النهشلي قصيدة طويلة فيها :
سقى مزن السحاب إذا استهلت مصارع فتية بالجوزجان إلى القصرين من رستاق خوط
أبادهم هناك الأقرعان
ثم سار الأحنف من مرو الروذ إلى بلخ فحاصرهم حتى صالحوه على أربعمائة ألف ، واستناب ابن عمه أسيد بن المتشمس على قبض المال ، ثم ارتحل يريد الجهاد ، ودهمه الشتاء ، فقال لأصحابه : ما تشاءون ؟ فقالوا : قد قال عمرو بن معديكرب :
إذا لم تستطع شيئا فدعه وجاوزه إلى ما تستطيع
فأمر الأحنف بالرحيل إلى بلخ ، فأقام بها مدة الشتاء.