عزل عبد الله بن عامر عن البصرة

وفي سنة أربع وأربعين عزل معاوية عبد الله بن عامر عن إمرة البصرة ; وذلك أنه ظهر فيها الفساد بسبب لينه ; لأنه كان لين العريكة ، سهلا كريما ، وكان لا يأخذ على أيدى السفهاء ، ولا يقطع لصا ، ويريد أن يتألف الناس ففسدت البصرة بسبب ذلك .

قال ابن جرير : شكى عبد الله بن عامر إلى زياد فساد الناس ، فقال : جرد فيهم السيف . فقال ابن عامر : إني أكره أن أصلحهم بفساد نفسي . قال : فذهب عبد الله بن أبي أوفى المعروف بابن الكواء فشكاه إلى معاوية ، فعزل معاوية ابن عامر عن البصرة وبعث إليها الحارث بن عبد الله الأزدي ، ويقال : إن معاوية استدعاه إليه ليزوره ، فقدم ابن عامر على معاوية دمشق ، فأكرمه ورده على عمله ، فلما ودعه قال له معاوية : ثلاث أسألكهن فقل : هن لك . قال : هن لك وأنا ابن أم حكيم . قال : معاوية : ترد علي عملي ولا تغضب . قال ابن عامر : قد فعلت . قال : وتهب لي مالك بعرفة . قال : قد فعلت . قال : وتهب لي دورك بمكة . قال : قد فعلت . فقال له معاوية : وصلتك رحم . فقال ابن عامر : يا أمير المؤمنين ، وإنى سائلك ثلاثا فقل : هي لك . قال : هن لك وأنا ابن هند . قال : ترد علي مالي بعرفة قال : قد فعلت قال : ولا تحاسب لي عاملا ولا تتبع لي أثرا . قال : قد فعلت . قال : وتنكحني ابنتك هندا . قال : قد فعلت . ويقال : إن معاوية خيره بين هذه الثلاث وبين الولاية على البصرة ، فاختار هذه الثلاث ، وانعزل عن البصرة . وولى البصرة الحارث بن عبد الله الأزدي .

التالي السابق


الخدمات العلمية