وفي هذه السنة
توفيت أم حبيبة بنت أبي سفيان أم المؤمنين ، واسمها رملة ، أخت معاوية . أسلمت قديما ، وهاجرت هي وزوجها عبيد الله بن جحش إلى أرض الحبشة ، فتنصر هناك زوجها ، وثبتت هي على دينها ، رضي الله عنها ، وحبيبة هي أكبر أولادها منه ، ولدتها بالحبشة . وقيل : بمكة قبل الهجرة . ومات زوجها هنالك ، لعنه الله وقبحه . ولما تأيمت بعد زوجها بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم عمرو بن أمية الضمري إلى النجاشي فزوجها منه ، وولي العقد خالد بن سعيد بن العاص ، وأصدقها عنه النجاشي أربعمائة دينار ، وحملها إليه في سنة سبع ، ولما جاء أبوها عام الفتح ليشد العقد ، دخل عليها ، فثنت عنه فراش رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال لها : والله يا بنية ، ما أدري أرغبت بهذا الفراش عني أم بي عنه ؟ ! فقالت : بل هو فراش رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأنت رجل مشرك . فقال لها : والله يا بنية لقد لقيت بعدي شرا . وقد كانت من سيدات أمهات المؤمنين ، ومن العابدات الورعات ، رضي الله عنها .
قال محمد بن عمر الواقدي : بسنده ، عن عوف بن الحارث قال : سمعت عائشة تقول : دعتني أم حبيبة عند موتها فقالت : قد يكون بيننا ما يكون بين الضرائر . فقلت : يغفر الله لي ولك ما كان من ذلك كله وتجاوز وحللك . فقالت : سررتني سرك الله . وأرسلت إلى أم سلمة فقالت لها مثل ذلك .