وفي هذه السنة غزا الحكم بن عمرو نائب زياد على خراسان جبل الأشل ، عن أمر زياد ، فقتل منهم خلقا كثيرا ، وغنم أموالا جمة ، فكتب إليه زياد : إن أمير المؤمنين قد جاء كتابه أن يصطفى له كل صفراء وبيضاء - يعني الذهب والفضة - يجمع كله من هذه الغنيمة لبيت المال . فكتب الحكم بن عمرو إليه : إن كتاب الله مقدم على كتاب أمير المؤمنين ، وإنه والله لو كانت السماوات والأرض على عبد فاتقى الله ، لجعل له مخرجا . ثم نادى في الناس أن اغدوا على قسم غنيمتكم . فقسمها بينهم ، وخالف زيادا فيما كتب إليه عن معاوية ، وعزل الخمس كما أمر الله ورسوله صلى الله عليه وسلم ، ثم قال الحكم : اللهم إن كان لي عندك خير فاقبضني إليك . فمات بمرو من خراسان ، رضي الله عنه .

التالي السابق


الخدمات العلمية