عزل ابن زياد عن خراسان واستعمال سعيد بن عثمان بن عفان وفي سنة ست وخمسين
ولى معاوية سعيد بن عثمان بن عفان على خراسان وسبب ذلك أنه سأل معاوية أن يستعمله على خراسان ، فقال : إن بها عبيد الله بن زياد :
فقال : والله لقد اصطنعك أبي حتى بلغت باصطناعه المدى الذي تجارى إليه ولا تسامى ، فما شكرت بلاءه ولا جازيته وقدمت هذا ، يعني يزيد ، وبايعت له ، والله لأنا خير منه أبا وأما ونفسا ! فقال معاوية : أما بلاء أبيك فقد يحق عليك الجزاء به ، وقد كان من شكري لذلك أني قد طلبت بدمه ، وأما فضل أبيك على أبيه فهو والله خير مني ، وأما فضل أمك على أمه فلعمري امرأة من قريش خير من امرأة من كلب ، وأما فضلك عليه فوالله ما أحب أن الغوطة ملئت ليزيد رجالا مثلك . فقال له يزيد : يا أمير المؤمنين ابن عمك وأنت أحق من نظر في أمره ، قد عتب عليك فأعتبه .
فولاه حرب خراسان ، وولى إسحاق بن طلحة خراجها وكان إسحاق ابن خالة معاوية ، أمه أم أبان بنت عتبة بن ربيعة ، فلما صار بالري مات إسحاق فولي سعيد حربها وخراجها ، فلما قدم خراسان قطع النهر إلى سمرقند ، فخرج إليه الصغد فتواقفوا يوما إلى الليل ولم يقتتلوا ، فقال مالك بن الريب :
ما زلت يوم الصغد ترعد واقفا من الجبن حتى خفت أن تتنصرا
فلما كان من الغد اقتتلوا فهزمهم سعيد وحصرهم في مدينتهم ، فصالحوه وأعطوه رهنا منهم خمسين غلاما من أبناء عظمائهم ، فسار إلى ترمذ ففتحها صلحا ولم يف لأهل سمرقند وجاء بالغلمان معه إلى المدينة :
وكان ممن قتل معه قثم بن عباس بن عبد المطلب .