معاوي يا ذا الفضل والحكم والعقل وذا البر والإحسان والجود والبذل أتيتك لما ضاق في الأرض مسلكي
وأنكرت مما قد أصبت به عقلي
ففرج كلاك الله عني فإنني لقيت الذي لم يلقه أحد قبلي
وخذ لي هداك الله حقي من الذي رماني بسهم كان أهونه قتلي
وكنت أرجي عدله إن أتيته فأكثر تردادي مع الحبس والكبل
فطلقتها من جهد ما قد أصابني فهذا أمير المؤمنين من العذل
في القلب مني نار والنار فيها شرار والجسم مني نحيل واللون فيه اصفرار
والعين تبكي بشجو ودمعها مدرار والحب داء عسير فيه الطبيب يحار
حملت منه عظيما فما عليه اصطبار فليس ليلي بليل ولا نهاري نهار
ركبت أمرا عظيما لست أعرفه أستغفر الله من جور امرئ زان
قد كنت تشبه صوفيا له كتب من الفرائض أو آثار فرقان
حتى أتاني الفتى العذري منتحبا يشكو إلي بحق غير بهتان
أعطى الإله عهودا لا أجيش بها أو لا فبرئت من دين وإيمان
إن أنت راجعتني فيما كتبت به لأجعلنك لحما عند عقبان
طلق سعاد وفارقها بمجتمع وأشهد على ذاك نصرا وابن ظبيان
فما سمعت كما بلغت من عجب ولا فعالك حقا فعل فتيان
لا تحنثن أمير المؤمنين فقد أوفى بعهدك في رفق وإحسان
وما ركبت حراما حيث أعجبني فكيف سميت باسم الخائن الزان
وسوف يأتيك شمس لا خفاء بها أبهى البرية من إنس ومن جان
حوراء يقصر عنها الوصف إن وصفت أقول ذلك في سر وإعلان
لا تجعلني والأمثال تضرب بي كالمستغيث من الرمضاء بالنار
اردد سعاد على حيران مكتئب يمسي ويصبح في هم وتذكار
قد شفه قلق ما مثله قلق وأسعر القلب منه أي إسعار
والله والله لا أنسى محبتها حتى أغيب في رمس وأحجار
كيف السلو وقد هام الفؤاد بها وأصبح القلب عنها غير صبار
هذا وإن أصبح في الخمار وكان في نقص من اليسار
أكثر عندي من أبي وجاري وصاحب الدرهم والدينار
أخشى إذا غدرت حر النار
فقال معاوية : خذها لا بارك الله لك فيها . فارتجز الأعرابي يقول :خلوا عن الطريق للأعرابي ألم ترقوا ويحكم لما بي