عزل عمر بن عبد العزيز عن الحجاز وفي سنة ثلاث وتسعين عزل الوليد عمر بن عبد العزيز عن إمرة المدينة ، وكان سبب ذلك أن عمر بن عبد العزيز كتب إلى الوليد يخبره عن أهل العراق أنهم في ضيم وضيق مع الحجاج من ظلمه وغشمه ، فسمع بذلك الحجاج فكتب إلى الوليد : إن عمر ضعيف عن إمرة المدينة ، وإن جماعة من أهل الشر من أهل العراق قد لجأوا إلى المدينة ومكة ، وهذا وهن وضعف في الولاية ، فاجعل على الحرمين من يضبط أمرهما . فول على المدينة عثمان بن حيان ، وعلى مكة خالد بن عبد الله القسري ، ففعل ما أمره به الحجاج ، فخرج عمر بن عبد العزيز من المدينة في شوال فنزل السويداء ، وقدم عثمان بن حيان المدينة لليلتين بقيتا من شوال من هذه السنة .

وقيل لما خرج عمر من المدينة قال : إني أخاف أن أكون ممن نفته المدينة ، يعني بذلك قول رسول الله ، صلى الله عليه وسلم : تنفي خبثها .

وكان عزله عنها في شعبان ، ولما قدم خالد مكة أخرج من بها من أهل العراق كرها ، وتهدد من أنزل عراقيا أو أجره دارا ، واشتد على أهل المدينة وعسفهم وجار فيهم ، ومنعهم من إنزال عراقي ، وكانوا أيام عمر بن عبد العزيز كل من خاف الحجاج لجأ إلى مكة والمدينة .

( وقيل : إنما استعمل على المدينة عثمان بن حيان ، وقد تقدم سنة إحدى وتسعين ولاية خالد مكة في قول بعضهم .

التالي السابق


الخدمات العلمية