من توفي في سنة مائة من الأكابر
بسر بن سعيد مولى الحضرميين
بسر بن سعيد مولى الحضرميين :
روى عن زيد بن ثابت ، وسعد بن أبي وقاص ، وأبي هريرة ، وأبي سعيد .
وكان بسر ثقة من العباد المنقطعين ، وأهل الزهد في الدنيا ، وتوفي بالمدينة وهو ابن ثمان وسبعين ، ولم يدع كفنا .
حنش بن عبد الله بن عمرو ، أبو رشدين الصنعاني حنش بن عبد الله بن عمرو ، أبو رشدين الصنعاني :
كان مع علي بن أبي طالب بالكوفة ، وقدم مصر بعد قتل علي ، وغزا المغرب مع رويفع بن ثابت ، وغزا الأندلس مع موسى بن نصير ، وكان فيمن ثار مع ابن الزبير على عبد الملك ، فأتي به عبد الملك في وثاق فعفا عنه ، وكان عبد الملك حين غزا المغرب مع معاوية بن خديج ، نزل عليه بإفريقية سنة خمسين ، فحفظ له ذلك .
وكان حنش أول من ولي عشور إفريقية في الإسلام ، وكان إذا فرغ من عشائه وحوائجه وأراد أن يرقد أوقد المصباح وقدم المصحف وإناء فيه ماء ، وكان إذا وجد النعاس أخذ الماء ، وإذا تعايا في آية نظر في المصحف . وتوفي بإفريقية في هذه السنة .
عبد الملك بن عمر بن عبد العزيز عبد الملك بن عمر بن عبد العزيز :
توفي في خلافة أبيه ، وكان صالحا .
عن عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز ، قال:
لما ولي [أبي] عمر الخلافة وخطب الناس ذهب يتبوأ مقيلا ، فأتاه ابنه عبد الملك ، فقال: ما تريد أن تصنع؟ قال: يا بني أقيل ، قال: تقيل ولا ترد المظالم ، فقال: أي بني إني قد سهرت البارحة في أمر عمك سليمان ، فإذا صليت الظهر رددت المظالم ، قال: يا أمير المؤمنين ، من لك أن تعيش إلى الظهر ، قال: ادن مني أي بني .
فدنا منه فالتزمه وقبل بين عينيه وقال: الحمد لله الذي أخرج من صلبي من يعينني على ديني ، فخرج ولم يقل .
عن عاصم بن أبي بكر بن عبد العزيز بن مروان :
أنه وفد على سليمان بن عبد الملك . قال: فنزلت على عبد الملك بن عمر بن عبد العزيز وهو عزب ، فكنت معه في بيته ، فلما صلينا العشاء وأوى كل رجل منا إلى فراشه ، فلما ظن أن قد نمنا قام [إلى] المصباح فأطفأه وأنا أنظر إليه ، ثم جعل يصلي حتى ذهب النوم . قال: فاستيقظت وهو يقرأ: (
أفرأيت إن متعناهم سنين ثم جاءهم ما كانوا يوعدون ما أغنى عنهم ما كانوا يمتعون . ثم بكى ثم رجع إليها ثم بكى ثم لم يزل يفعل حتى قلت سيقتله البكاء ، فلما رأيت ذلك قلت: سبحان الله والحمد لله ، كالمستيقظ من النوم لأقطع ذلك عنه ، فلما سمعني ألبد فلم أسمع له حسا .
عن زياد بن أبي حسان :
أنه شهد عمر بن عبد العزيز حين دفن ابنه عبد الملك ، استوى قائما فأحاط به الناس فقال: والله يا بني لقد كنت برا بأبيك ، وو الله ما زلت منذ وهبك الله لي مسرورا بك ، ولا والله ما كنت قط أشد سرورا ولا أرجى لحظي من الله منك مذ وضعتك في المنزل الذي صيرك الله إليه ، فرحمك وغفر لك ذنبك وجزاك بأحسن عملك ، ورحم كل شافع يشفع لك غيري شاهد وغائب ، رضينا بقضاء الله وسلمنا لأمره ، والحمد لله رب العالمين . ثم انصرف .
عمران بن ملحان ، أبو رجاء العطاردي عمران بن ملحان ، أبو رجاء العطاردي :
عن يوسف بن عطية ، عن أبيه ، قال: دخلت على أبي رجاء العطاردي ، فقال: بعث النبي صلى الله عليه وسلم ونحن على ماء لنا ، وكان لنا صنم مدور فحملناه على قتب وانتقلنا من ذلك الماء إلى غيره ، فمررنا برملة فانسل الحجر فوقع في الرمل فغاب فيه ، فلما رجعنا إلى الماء فقدنا الحجر فرجعنا في طلبه فإذا هو في رمل قد غاب فاستخرجناه ، فكان ذلك أول إسلامي ، فقلت: إن إلها لم يمتنع من تراب يغيب فيه لإله سوء وإن العنز لتمنع حياءها بثديها . فرجعت إلى المدينة وقد توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم .
قال ابن الجوزي رحمه الله تعالى: روى أبو رجاء [العطاردي ] عن عمر وابن عباس ، وأم قومه أربعين سنة ، وتوفي في خلافة عمر بن عبد العزيز .
سالم بن أبي الجعد الأشجعي سالم بن أبي الجعد الأشجعي مولاهم الكوفي أخو زياد وعبد الله وعبيد الله وعمران ومسلم ، وهو تابعي جليل روى عن ثوبان وجابر وعبد الله بن عمر وعبد الله بن عمرو والنعمان بن بشير وغيرهم ، وعنه قتادة والأعمش وآخرون وكان ثقة نبيلا جليلا ، توفي في هذه السنة على المشهور .
أبو أمامة بن سهل بن حنيف أبو أمامة بن سهل بن حنيف
الأنصاري الأوسي المدني ولد في حياة النبي صلى الله عليه وسلم ورآه وحدث عن أبيه وعمر وعثمان وزيد بن ثابت ومعاوية وابن عباس . وعنه الزهري وأبو حازم وجماعة . قال الزهري : كان من علية الأنصار وعلمائهم ومن أبناء الذين شهدوا بدرا . وقال يوسف بن الماجشون عن عتبة بن مسلم قال : آخر خرجة خرجها عثمان بن عفان رضي الله عنه إلى الجمعة ، حصبه الناس وحالوا بينه وبين الصلاة فصلى بالناس يومئذ أبو أمامة بن سهل بن حنيف . قالوا : توفي سنة مائة . والله أعلم .
أبو الزاهرية حدير بن كريب الحمصي أبو الزاهرية حدير بن كريب الحمصي
تابعي جليل سمع أبا أمامة صدى بن عجلان وعبد الله بن بسر ويقال أنه أدرك أبا الدرداء . والصحيح أن روايته عنه وعن حذيفة مرسلة ، وقد حدث عنه جماعة من أهل بلده وقد وثقه ابن معين وغيره . ومن أغرب ما روي عنه قول قتيبة : ثنا شهاب بن خراش عن حميد بن أبي الزاهرية قال : أغفيت في صخرة بيت المقدس فجاءت السدنة ، فأغلقوا علي الباب ، فما انتبهت إلا بتسبيح الملائكة فوثبت مذعورا ، فإذا الملائكة صفوف; فدخلت معهم في الصف . قال أبو عبيد ، وغيره : مات سنة مائة .
أبو الطفيل عامر بن واثلة أبو الطفيل عامر بن واثلة
ابن عبد الله بن عمرو الليثي الكناني صحابي وهو آخر من رأى النبي صلى الله عليه وسلم وفاة بالإجماع روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه رآه يستلم الركن بمحجنه وذكر صفة النبي صلى الله عليه وسلم وروى عن أبي بكر وعمر وعلي ومعاذ وابن مسعود وحدث عنه الزهري وقتادة وعمرو بن دينار وأبو الزبير وجماعة من التابعين . وكان من أنصار علي بن أبي طالب شهد معه حروبه كلها لكن نقم بعضهم عليه كونه كان مع المختار بن أبي عبيد ويقال : إنه كان حامل رايته . وقد روي أنه دخل على معاوية فقال له : ما أبقى لك الدهر من ثكلك عليا؟ فقال : ثكل العجوز المقلات والشيخ الرقوب . قال : كيف حبك له؟ قال : حب أم موسى لموسى وإلى الله أشكو التقصير . قيل : إنه أدرك من حياة النبي صلى الله عليه وسلم ثمان سنين ومات سنة مائة . وقيل : سنة سبع ومائة . وقيل : سنة عشر ومائة . فالله أعلم . قال مسلم بن الحجاج : وهو آخر من مات من الصحابة مطلقا ومات سنة مائة .
وفيها مات شهر بن حوشب ، ( وقيل سنة اثنتي عشرة ومائة .