ذكر من توفي في سنة اثنتين ومائة من الأكابر
يزيد بن المهلب بن أبي صفرة
يزيد بن المهلب بن أبي صفرة ، أبو خالد الأزدي :
قد ذكرنا أحواله في الحوادث وخروجه على يزيد بن عبد الملك ومحاربته له ، وأنه قتل في الحرب في هذه السنة ، وكان جوادا .
عن المدائني ، قال:
كان سعيد بن عمرو مؤاخيا ليزيد بن المهلب ، فلما حبس عمر بن عبد العزيز يزيد ابن المهلب منع الناس من الدخول إليه ، فأتاه سعيد فقال: يا أمير المؤمنين لي على يزيد خمسون ألف درهم وقد حلت بيني وبينه ، فإن رأيت أن تأذن لي فاقتضيه ، فأذن له فدخل عليه فسر به يزيد وقال: كيف وصلت إلي؟ فأخبره ، فقال: والله لا تخرج إلا وهي معك ، فامتنع سعيد ، فحلف يزيد ليقبضنها ، فوجه إلى منزله حتى حمل إلى سعيد خمسون ألف درهم .
وروى الصولي قال: دخل الكوثر بن زفر على يزيد بن المهلب حين ولاه سليمان العراق ، فقال له: أنت والله أكبر قدرا من أن يستعان عليك إلا بك ، ولست تصنع من المعروف إلا وهو أصغر منك ، وليس العجب أن تفعل ، ولكن العجب ألا تفعل . فقال يزيد: سل حاجتك ، فقال: حملت عن قوم عشر ديات وقد نهضني ذلك ، قال: قد أمرت لك بها وقد شفعتها بمثلها ، فقال له الكوثر: أما ما سألتك بوجهي فأقبله منك ، وأما الذي ابتدأتني به فلا حاجة لي فيه . قال: ولم وقد كفيتك فيه ذل المسألة؟
قال: إن الذي أخذته مني بمسألتي إياك وبذل وجهي لك أكبر من معروفك عندي فكرهت الفضل علي ، قال يزيد: وأنا أسألك كما سألتني بحقك علي ما أهلتني له من إنزالك الحاجة بي إلا قبلتها ، ففعل . كان من الشجعان المشهورين ، وله فتوحات كثيرة ، وله أخبار في الكرم والشجاعة ، وآخر أمره أنه قتل ، وقتل من إخوته وأولاده جماعة ، وأخذت أمواله ونساؤه وأولاده ، وزال ما كان فيه ، وقد كانوا نحو ثمانين نفسا آل المهلب بن أبي صفرة ، وقد جمعوا شيئا كثيرا من الأموال والجواهر ، فما أفادهم ذلك شيئا بل سلبوا ذلك جميعه . عدي بن أرطاة
عدي بن أرطاة
الفزاري ، نائب عمر بن عبد العزيز على البصرة وهو الذي قبض على يزيد بن المهلب وبعث به مقيدا إلى عمر بن عبد العزيز فلما قدم عليه أمر بسجنه ، فلما مرض عمر هرب من السجن ، فلما توفي عمر ظهر يزيد بن المهلب ونصب رايات سودا ، وطلب البصرة وملكها ، وجرت له فصول قد ذكرها ابن جرير ثم إن معاوية بن يزيد بن المهلب لما بلغه قتل أبيه أخرج عدي بن أرطاة هذا من الحبس وقتله ، وقتل معه جماعة نحو ثلاثين إنسانا . الضحاك بن مزاحم الهلالي
الضحاك بن مزاحم الهلالي
أبو القاسم ويقال : أبو محمد الخراساني ، كان يكون ببلخ وسمرقند ونيسابور ، وهو تابعي جليل ، روى عن أنس ، وابن عباس وابن عمر ، وأبي هريرة ، وجماعة من التابعين ، وقيل : إنه لم يصح له سماع من الصحابة حتى ولا من ابن عباس ، وإن كان قد روي عنه أنه جاوره سبع سنين .
وكان الضحاك إماما في التفسير ، قال الثوري : خذوا التفسير عن أربعة ; مجاهد ، وعكرمة ، وسعيد بن جبير ، والضحاك . وقال الإمام أحمد : هو ثقة مأمون . وقال ابن معين ، وأبو زرعة : وهو ثقة . وأنكر شعبة سماعه من ابن عباس ، وقال : إنما أخذ عن سعيد عنه . وقال ابن سعيد القطان : كان ضعيفا .
وذكره ابن حبان في " الثقات " ، وقال : لم يشافه أحدا من الصحابة ، ومن قال : إنه لقي ابن عباس فقد وهم .
وحملت به أمه سنتين ، ووضعته وله أسنان ، وكان يعلم الصبيان حسبة ، وقيل : إنه كان في مكتبه ثلاثة آلاف صبي ، وكان يركب حمارا ، ويدور من العلياء عليهم . وقيل : إنه مات سنة خمس - وقيل : سنة ست - ومائة . وقد بلغ الثمانين . والله أعلم .
قال قبيصة بن قيس العنبري : كان الضحاك بن مزاحم إذا أمسى بكى ، فيقال له: ما يبكيك؟ فيقول: لا أدري ما صعد اليوم من عملي . أبو المتوكل علي بن داود الناجي أبو المتوكل علي بن داود الناجي
تابعي جليل ، ثقة ، رفيع القدر .