سليمان بن طرخان ، أبو المعتمر التيمي .

نزل في التيم فنسب إليهم وليس بتيمي . وكان ثقة من العباد يصلي الغداة بوضوء صلاة العشاء ، وكان هو وابنه المعتمر يدوران بالليل في المساجد فيصليان في هذا المسجد وفي هذا المسجد حتى يصبحا .

قال: حماد بن سلمة : ما أبقى سليمان التيمي من ساعة يطاع الله فيها إلا وجدناه مطيعا ، إن كان في ساعة صلاة وجدناه مصليا ، وإن لم يكن في ساعة صلاة وجدناه إما يتوضأ للصلاة أو عائدا لمريض أو مشيعا لجنازة أو قاعدا في المسجد يسبح ، وكنا نرى أنه لا يحسن أن يعصي الله عز وجل .

وعن: محمد بن عبد الأعلى قال: سمعت معتمر بن سليمان يقول: لولا أنك بين أهلي ما حدثتك عن أبي بهذا ، مكث أبي أربعين سنة يصوم يوما ويفطر يوما ، ويصلي الصبح بوضوء العشاء ، وربما أحدث الوضوء من غير نوم .

قال أبو نعيم: بسنده عن رقبة قال: رأيت رب العزة في المنام ، فقال: وعزتي لأكرمن مثوى سليمان - يعني التيمي .

وبلغنا من طريق آخر عن رقبة قال: رأيت رب العزة في النوم فقال لي: يا رقبة ، وعزتي وجلالي لأكرمن مثوى سليمان التيمي ، فإنه صلى لي أربعين سنة الغداة على ظهر العتمة . قال: فجئت إلى سليمان فحدثته فقال: أنت رأيت هذا؟ قلت: نعم . قال: لأحدثنك بمائة حديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بما جئتني من هذه البشارة . قال: فلما كان بعد مد يدة مات فرأيته في المنام . فقلت: ما فعل الله بك . قال: غفر لي وأدناني وقربني وغلفني [بيده] . وقال: هكذا أفعل بأبناء ثلاث وثمانين .

أسند سليمان التيمي عن أنس بن مالك وعن جماعة من أكابر التابعين . وتوفي بالبصرة في هذه السنة . فاطمة بنت محمد بن المنكدر

أخبرنا محمد بن ناصر بإسناد له عن إبراهيم بن مسلم القرشي قال: كانت فاطمة بنت محمد بن المنكدر تكون نهارها ، فإذا جنها الليل تنادي بصوت حزين: هدأ الليل ، واختلط الظلام ، وأوى كل حبيب إلى حبيبه ، وخلوتي بك أيها المحبوب أن تعتقني من النار . وفيها مات عبد الرحمن بن عطية صاحب الشارعة ، وهي نخل ، وأشعث بن سوار ، ومجالد بن سعيد . يحيى بن سعيد بن قيس بن عمرو بن سهيل بن ثعلبة ، أبو سعيد الأنصاري المديني .

سمع من أنس بن مالك ، والسائب بن يزيد ، وعبد الله بن عامر بن ربيعة ، وسعيد بن المسيب ، والقاسم ، وغيرهم .

ثم روى عنه هشام بن عروة ، ومالك ، وابن جريح ، وشعبة ، وغيرهم .

وكان فقيها ثقة يتولى القضاء بمدينة الرسول صلى الله عليه وسلم في أيام الوليد بن عبد الملك ، أقدمه المنصور العراق وولاه القضاء بالهاشمية ، وذلك قبل أن تبنى بغداد .

وقال: سليمان بن بلال قال: كان يحيى بن سعيد قد ساءت حاله ، وأصابه ضيق شديد ، وركبه الدين ، فبينا هو على ذلك إذ أتاه كتاب أبي العباس يستقضيه . قال سليمان: فوكلني يحيى بأهله وقال لي: والله ما خرجت وأنا أجهل شيئا ، فلما قدم العراق كتب إلي: إني كنت قلت لك حين خرجت: قد خرجت وما أجهل شيئا ، وإنه والله لأول خصمين جلسا بين يدي ، فاقتضيا بشيء والله ما سمعته قط ، فإذا جاءك كتابي هذا فسل ربيعة واكتب إلي بما يقول ، ولا يعلم أنني كتبت إليك بذلك .

عن وهيب قال: قدمت المدينة فما رأيت أحدا إلا يعرف وينكر إلا يحيى بن سعيد ، ومالك بن أنس .

توفي يحيى بالهاشمية من الأنبار في هذه السنة . وقيل: سنة أربع . وقيل: سنة ست . وفيها توفي حجاج الصواف ، وحميد بن تيرويه الطويل ، وعمرو بن عبيد في قول ، وقد ذكرناه في التي قبلها ، وليث ابن أبي سليم على الصحيح. حميد بن مهران ، أبو عبيدة الطويل .

مولى لخزاعة ، ولد سنة ثمان وستين . حيي بن شريح ، أبو عبد الله المعافري ، ثم الحبلي .

روى عنه: ابن لهيعة وغيره ، وآخر من حدث عنه بمصر ابن وهب .

توفي في هذه السنة .

التالي السابق


الخدمات العلمية