وفي سنة تسعين ومائة: غزا الرشيد الصائفة - وهي بلاد الروم - في رجب ، واستخلف المأمون بالرقة ، وفوض إليه الأمور ، وكتب إلى الآفاق بالسمع والطاعة ، ودفع إليه خاتم المنصور يتيمن به ، وهو خاتم الخاصة ، ونقشه : "الله ثقتي آمنت به" .

وفيها : خرجت الروم إلى عين زربة ، وكنيسة السوداء ، فأغارت وأسرت ، فاستنقذ أهل المصيصة ما أخذوا . وفيها : نقض أهل قبرس العهد ، فغزاهم معيوف وسبى أهلها .

وفيها : حج بالناس عيسى بن موسى الهادي . وخرج في هذه السنة خارجي من ناحية عبد القيس ، يقال له سيف بن بكير ، فوجه إليه الرشيد محمد بن يزيد بن مزيد ، فقتله بعين النورة . وفيها أسلم الفضل بن سهل على يد المأمون ، وقيل بل أسلم أبوه سهل على يد المهدي ، وكان محبوسا ، وقيل أسلم الفضل وأخوه الحسن على يد يحيى بن خالد ، فاختاره يحيى لخدمة المأمون ، فلهذا كان الفضل يرعى البرامكة ، ويثني عليهم ، ولقب بذي الرئاستين لأنه تقلد الوزارة والسيف ، وكان يتشيع ، وهو الذي أشار على المأمون بالعهد لعلي بن موسى الرضى - عليه السلام - .

وكان على الموصل هذه السنة خالد بن يزيد بن حاتم بن قبيصة بن المهلب ، ولما دخل الموصل انكسر لواؤه في ( باب المدينة ) ، فتطير منه ، وكان معه أبو الشيص الشاعر ، فقال في ذلك : ما كان منكسر اللواء لطيرة تخشى ولا أمر يكون مويلا لكن هذا الرمح أضعف ركنه صغر الولاية فاستقل الموصلا

فسري عن خالد .

التالي السابق


الخدمات العلمية