وفي سنة ستين ومائتين ظهر بمصر إنسان يكنى أبا روح ، واسمه سكن ، وكان من أصحاب ابن الصوفي ، واجتمع له جماعة ، فقطع الطريق ، وأخاف السبيل ، فوجه إليه ابن طولون جيشا ، فوقف أبو روح في أرض كثيرة الشقوق ، وقد كان بها قمح فحصد ، وبقي من تبنه على الأرض ما يستر الشقوق ، وقد ألفوا المشي على مثل هذه الأرض .

فلما جاءهم الجيش لقوهم ، ثم انهزم أصحاب أبي روح ، فتبعهم عسكر ابن طولون ، فوقعت حوافر خيولهم في تلك الشقوق ، فسقط كثير من فرسانها عنها ، وتراجع أصحاب أبي روح عليهم فقتلوهم شر قتلة وانهزم الباقون أسوأ هزيمة .

فسير أحمد جيشا إلى طريقهم إلى الواحات ، وجيشا في طلبه ، فلقيه الجيش الذي في طلبه وقد تحصن في تلك الأرض ، فحذرها عسكر أحمد ، فحين بطلت حيلهم انهزم ، وتبعهم العسكر ، فلما خرجوا إلى طريق الواحات رأى أبو روح الطريق قد ملكت عليه ، فراسل يطلب الأمان ، فبذل له ، وبطلت الحرب ، وكفي المسلمون شره .

التالي السابق


الخدمات العلمية