ذكر عدة حوادث وفي سنة ستين ومائتين من الهجرة النبوية

فيها وقع غلاء عظيم ببلاد الإسلام كلها حتى أجلى أكثر أهل البلدان منها ينتجعون غيرها ، ولم يبق بمكة أحد من المجاورين ومن يشبههم ، حتى ارتحلوا إلى المدينة وغيرها من البلاد ، وخرج نائب مكة منها ، وبلغ كر الشعير ببغداد مائة وعشرين دينارا ، واستمر ذلك شهورا .

وفيها قتل صاحب الزنج المستحوذ على البصرة علي بن زيد صاحب الكوفة .

وفيها أخذت الروم من المسلمين حصن لؤلؤة .

وفي هذه السنة قتل رجل من أصحاب مساور الشاري محمد بن هارون بن المعمر ، رآه وهو يريد سامرا ، فقتله ، وحمل رأسه إلى مساور ، فطلبت ربيعة بثأره ، فندب مسرور البلخي ، وغيره إلى أخذ الطرق على مساور . وفيها قتلت الأعراب منجورا والي حمص ، واستعمل عليها بكتمر .

وفيها قتل العلاء بن أحمد الأزدي عامل أذربيجان ، وكان سبب قتله أنه فلج ، فاستعمل الخليفة مكانه أبا الرديني عمر بن علي ، فلما قاربها خرج إليه العلاء ، فتحاربا ، فقتل العلاء ، وانهزم أصحابه ، وأخذ أبو الرديني ما خلفه العلاء ، وكان مبلغه ألفي ألف وسبعمائة ألف درهم .

وحج بالناس إبراهيم بن محمد بن إسماعيل المعروف ببرية ، وهو أمير مكة . وفيها: أمر مفلح التركي أن تزاد في جامع المنصور الدار المسماة بدار القطان ، وكان قديما ديوانا للمنصور ، فتقدم مفلح إلى صاحبه القطان ببنائها ، وجعلها في الجامع ليصلي فيها ، فنسبت إلى القطان .

التالي السابق


الخدمات العلمية