عصيان أهل برقة

وفي سنة إحدى وستين ومائتين عصى أهل برقة على أحمد بن طولون ، وأخرجوا أميرهم محمد بن الفرج الفرغاني ، فبعث ابن طولون جيشا عليهم غلامه لؤلؤ ، وأمره بالرفق بهم ، واستعمال اللين ، فإن انقادوا وإلا السيف .

فسار العسكر حتى نزلوا على برقة ، وحصروا أهلها ، وفعلوا ما أمرهم من اللين ، فطمع أهل برقة ، وخرجوا يوما على بعض العسكر ، وهم نازلون على باب البلد ، فأوقعوا بهم وقتلوا منهم .

فأرسل لؤلؤ إلى صاحبه أحمد يعرفه الخبر ، فأمر بالجد في قتالهم ، فنصب عليهم المجانيق ، وجد في قتلهم ، وطلبوا الأمان ، فأمنهم ، ففتحوا له الباب ، فدخل البلد ، وقبض على جماعة من رؤسائهم ، وضربهم بالسياط وقطع أيدي بعضهم ، وأخذ معه جماعة منهم وعاد إلى مصر ، واستعمل على برقة عاملا .

ولما وصل لؤلؤ إلى مصر خلع عليه أحمد خلعة فيها طوقان ، فوضعها في رقبته ، وطيف بالأسرى في البلد .

التالي السابق


الخدمات العلمية