ذكر عدة حوادث

( وفيها ولي القضاء علي بن ) محمد [ بن ] أبي الشوارب .

وفيها سار الحسين بن طاهر بن عبد الله بن طاهر إلى الجبل في صفر .

وفيها مات الصلاني والي الري ، ووليها كيغلغ .

وفيها نهب ابن زيدويه الطبيب .

ومات صالح بن علي بن يعقوب بن المنصور .

وولي إسماعيل بن إسحاق قضاء الجانب الشرقي من بغداذ ، فصار له قضاء الجانبين .

وفيها تنافر أبو أحمد الموفق ، وأحمد بن طولون أمير ديار مصر ، وصار به بينهما وحشة مستحكمة ، وتطلب الموفق من يتولى الديار المصرية ، فلم يجد أحدا ; لأن ابن طولون كانت خدمه وهداياه متصلة إلى القواد بالعراق ، وأرباب المناصب ، فلم يجد من يتولاها ، فكتب إلى ابن طولون يهدده بالعزل ، فأجابه جوابا ( فيه بعض الغلظة ، فسير إليه الموفق موسى بن بغا في جيش كثيف ، فسار إلى الرقة ) .

وبلغ الخبر ابن طولون ، فحصن الديار المصرية ، وأقام ابن بغا عشرة أشهر بالرقة ، ولم يمكنه المسير لقلة الأموال معه ، وطالبه الأجناد بالعطاء ، فلم يكن معه ما يعطيهم ، فاختلفوا عليه ، وثاروا بوزيره عبد الله بن سليمان ، فاستتر ، واضطر ابن بغا إلى العود إلى العراق ، وكفى الله أحمد بن طولون شره فتصدق بأموال كثيرة .

وفيها قتل محمد بن عتاب ، وكان سائرا إلى السيبين ، وهي في ولايته ، فقتله الأعراب .

وفيها قتل القطان صاحب مفلح ، وكان عاملا بالموصل ، فانصرف عنها ، فقتل بالرقة .

وفيها عقد لكفتمر علي بن الحسين بن داود على طريق مكة .

وفيها وقع بين الخياطين ، والجزارين بمكة قتال يوم التروية ، حتى خاف الناس أن يبطل الحج ، ثم تحاجزوا إلى أن يحج الناس ، وقد قتل منهم سبعة عشر رجلا .

وحج بالناس الفضل بن إسحاق بن الحسن بن العباس بن محمد .

( وفيها سير محمد صاحب الأندلس ابنه المنذر في جيش إلى الجليقي ، وكان بمدينة بطليوس ، فلما سمع خبرهم فارقها ، ودخل حصن كركر ، فحوصر فيه ، وكثر القتل في أصحابه في شوال ) .

ومن الحوادث في هذه السنة: ما أنبأنا به أبو بكر بن محمد بن أبي طاهر البزار ، بسنده عن عبد الخالق بن الحسن قال: سمعت أبا عون الفرائضي يقول: خرجت إلى مجلس أحمد بن منصور الزيادي سنة اثنتين وستين ومائتين ، فلما صرت بطاق الحراني رأيت رجلا قد أمر بالقبض على امرأة وأمر بجرها ، فقالت له: اتق الله . فأمر أن تجر ، فلم تزل تناشده الله وهو يأمر بجرها إلى أن بلغت باب القنطرة ، فلما يئست من نفسها رفعت رأسها إلى السماء ثم قالت: قل اللهم فاطر السماوات والأرض عالم الغيب والشهادة أنت تحكم بين عبادك في ما كانوا فيه يختلفون [39: 46] إن كان هذا الرجل يظلمني فخذه . قال أبو عون: فوقع الرجل على ظهره ميتا وأنا أراه ، فحمل على جنازة ، وانصرفت المرأة .

التالي السابق


الخدمات العلمية