في هذه السنة انقطعت الطرق عن العراق لخوف النهب ، فغلت الأسعار ، وكثر الغلاء ، وتعذرت الأقوات وغيرها من كل شيء ، وأكل الناس الميتة ، ولحقهم وباء عظيم ، فكثر الموت حتى دفن الموتى بغير غسل ولا تكفين ، فبيع رطل لحم بقيراط ، ( وأربع دجاجات بدينار ، ورطل شراب بدينار ، وسفرجلة بدينار ) ، ورمانة بدينار ، وكل شيء كذلك . قال ابن الجوزي في " منتظمه " : وعم هذا الوباء والغلاء مكة والحجاز وديار بكر والموصل وبلاد الروم وخراسان والجبال والدنيا كلها . هذا لفظه في " المنتظم " . قال : وورد كتاب من مصر أن ثلاثة من اللصوص نقبوا بعض الدور ، فوجدوا عند الصباح موتى ; أحدهم على باب النقب ، والثاني على رأس الدرجة ، والثالث على الثياب المكورة .

التالي السابق


الخدمات العلمية