ذكر وفاة السلطان محمود وملك ابنه دواد

في هذه السنة في شوال توفي السلطان محمود ابن السلطان محمود بهمذان ، وكان قبل مرضه قد خاف وزيره أبو القاسم الأنساباذي من جماعة من الأمراء وأعيان الدولة ، ومنهم : عزيز الدين أبو نصر أحمد بن حامد المستوفي ، والأمير أنوشتكين المعروف بشيركير ، وولده عمر ، وهو أمير حاجب السلطان ، وغيرهم ، فأما عزيز الدين فأرسله مقبوضا عليه إلى مجاهد الدين بهروز بتكريت ، ثم قتل بها ، وأما شيركير وولده فقتلا في جمادى الآخرة .

ثم إن السلطان مرض وتوفي في شوال ، وأقعد ولده دواد في السلطنة باتفاق من الوزير أبي القاسم ، وأتابكه آقسنقر الأحمديلي ، وخطب له في جميع بلاد الجبل وأذربيجان .

مواجهة بين مسعود والخليفة

ووقعت الفتنة بهمذان وسائر بلاد الجبل ، ثم سكنت ، فلما اطمأن الناس وسكنوا سار الوزير بأمواله إلى الري ، فأمن فيها حيث هي للسلطان سنجر .

وكان عمر السلطان محمود لما توفي نحو سبع وعشرين سنة ، وكانت ولايته للسلطنة اثنتي عشرة سنة ، وتسعة أشهر وعشرين يوما ، وكان حليما كريما عاقلا ، يسمع ما يكره ولا يعاقب عليه مع القدرة ، قليل الطمع في أموال الرعايا عفيفا عنها ، كافا لأصحابه عن التطرق إلى شيء منها .

التالي السابق


الخدمات العلمية