ومن الحوادث فيها:

أنه كان قد جرى في أواخر السنة الماضية كلام يتعلق بدار الضرب وشكا العمال أنهم يخسرون ، فنهض ابن حريقا وكذبهم ، وقال: بل يربحون كثيرا ، وعرض هذا الكلام على صاحب المخزن ابن طلحة فأراه عن ذلك ومنعه من الكلام فيه ، فبلغ الخبر إلى المسترشد فأمر بحسابهم ، فإذا ربحهم كثير ، فظهر أن صاحب المخزن يعاونهم ، وذكر أنه كان يأخذ منهم كل شهر سبعين دينارا فثبت ذلك عليه ، فأمر المسترشد بنقل النظر في ذلك إلى الديوان فانكسر صاحب المخزن بذلك كسرة عظيمة ، وكان تمام ذلك في أول المحرم هذه السنة فصار صاحب المخزن يجلس ساعة في المخزن بعد أن كان يكون فيه معظم النهار ، ولا يحضر باب الحجرة لما ظهر من ذلك عليه .

وخرج التوقيع إلى شرف الدين الوزير بأنك المعتمد عليه ، والأمر ما تأمر به وأنت المختص بالثقة ، فقوي جأشه بذلك . وفي المحرم: تقدم الخليفة بحراسة الغلات وأوجب ذلك الغلاء ، فصار كر الشعير باثني عشر دينارا . وفي يوم الجمعة تاسع عشرين شعبان: قبض الخليفة على الوزير شرف الدين ، وقبض معه على الحسين بن محمد ابن الوزان كاتب الزمام ، ووكل بالوزير بباب الغربة وأخذ من بيته خمسا وسبعين قطعة فضة سوى المراكب ، ونيفا وثلاثين قطعة ذهب سوى المراكب ، ووجد في داره البدنة الحب التي أخذها دبيس من الأمير أبي الحسن لما أسره ومعضدة قيمتها مائة ألف دينار ، ونقل من الرحل والأثاث ثلاثة أيام ، ونحو خمسمائة رأس من خيل وإبل وبغال سوى ما ظهر من المال .

وفي آخر ذي القعدة: أخرج الوزير من الحبس وأخذ خطه بثلاثين ألفا . قتل ابن المهير

قال شيخنا أبو الحسن: وأحضر نازح خادم خاتون المستظهرية فقيل له: أنت حافظ خاتون ، وقد قذفت بابن المهير ، فصفع وأخذت خيله وقريته ، وقتل ابن المهير ، وأظهر أنه هرب وأظهر أمرهما خدم ، فكوتب سنجر بذلك وحل المسترشد إقطاعها وأقام معها في دارها من يحفظها إلى أن يأتي جواب سنجر ، وأخذ إصطبل خيلها فبيع وعمر آدر وتألمت من ذلك وكتبت إلى سنجر ، فقيل إنه كتب إليها يعلمها بما يريد أن يفتك بالدولة ، فبعث المسترشد فأخذ الكتاب منها وهيجه ذلك على الخروج إلى القتال .

التالي السابق


الخدمات العلمية